ﻓﻲ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﻔﻪ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻤﻬﺪﺓ ﻟﻼﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻋﻠﻖ ﺑﺪﻭﻱ ﺣﻤﻠﻪ ﺃﺣﺪ " ﺍﻟﺴﻤﺎﺳﺮﺓ " ﺍﻟﺴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻭﻟﺪ ﻳﻨﺞ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻼﻓﺘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻋﺔ ﻓﻮﻕ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻗﺎﺋﻼ :
ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺑﻤﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻓﺄﺿﺤﻚ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺻﺪﻗﺖ ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺗﺸﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺘﻪ ﺫﻭﻭ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻭﻟﻮﺣﺎﺕ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﻮﺗﺎﻫﻢ .
ﻟﻘﺪ ﺻﺪﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺪﻱ ﺍﻟﺒﺮﻳﺊ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪﻳﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻱ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .
ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺑﻜﻴﻔﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭﻓﺎﺗﻬﻢ ﻭﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻜﻨﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ .
ﻫﻢ ﺩﻓﻨﻮﺍ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ، ﻫﻢ ﻣﻮﺗﻰ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ..
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ .. ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ... ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻨﺨﻮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ... ﻣﻮﺕ ﺍﻹﺑﺎﺀ .
ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺭﻓﻌﻮﻫﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻭﺳﻴﻔﻌﻠﻮﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﻼﺣﻘﻴﻦ ﺇﻥ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺷﻲﺀ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻫﻢ ﻣﻮﺗﻰ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﻭﻱ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻗﻄﻴﻌﻚ ﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﻓﺠﺪﻱ ﻭﺍﺣﺪ ﺧﻴﺮ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻭﺣﻜﻤﻪ ﻭﺯﻣﻨﻪ .
ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻮﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﺴﺒﻮﻙ