ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﺃﻧﻪ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻗﺎﻡ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﺑﺎﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ! ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﺃُﺩﻫﺶ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ !
ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﻕ، ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﺣﺎﻓﻞ ﺑﺎﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ، ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻻﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻖ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ . ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ، ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﺐ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ، ﺧﻠﺼﺖ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ " ﻧﻮﺗﻨﻐﻬﺎﻡ " ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﺍﻟﻤﻌﺪﻱ، ﻳﺤﺪﺙ ﺃﻭﺗﻮﻣﺎﺗﻴﻜﻴﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﻓﻄﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺸﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ، ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺺ " ﻣﻴﺪﻳﻜﻞ ﺇﻛﺴﺒﺮﺱ ."
ﻭﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ، ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﻔﻮﻩ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﻛﺒﺤﻪ، ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺃﻥ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮ ﺭﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ 36 ﺷﺨﺼﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ، ﺣﻴﺚ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺗُﻈﻬﺮ ﺷﺨﺼﺎ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﺜﺎﺀﺏ، ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺜﺎﺅﺏ .
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﺳﺠﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻭﺗﻮﻗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ، ﺟﻮﺭﺟﻴﻨﺎ ﺟﺎﻛﺴﻮﻥ " ﺃﻇﻬﺮﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﻨﺎ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻭﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻛﻨﺎ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﺍﻟﻤﻌﺪﻱ
وكالات