قدر البسطاء

أربعاء, 09/06/2017 - 21:55

ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ
ﻳﺼﺮ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ، ﺣﻴﺚ ﻳﻠﻌﺐ ﺃﺑﻨﺎﺅﻫﻢ ﺑﺎﻟﺪﻣﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻭﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺑﻤﺎ ﺗﻴﺴﺮ ﻣﻦ ﻧﻐﻤﺎﺕ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﺳﺒﻴﻼ، ﻭﻟﻢ ﺗﺒﻊ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻨﺨﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﻓﺠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻔﻴﺢ ... ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻳﺒﺘﺴﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻠﻬﻢ ﻗﺴﺮﺍ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺖ، ﻭﺗﺘﺮﻙ ﻟﻬﻢ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺭﺍﺟﻠﻴﻦ، ﻧﺤﻦ ﺑﻠﺪ ﺩﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ، ﻭﺩﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺘﻨﺎ ﻋﺮﻳﻘﺔ، ﻟﺤﺪ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺍﺳﻄﻤﺒﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺼﻲ ...
ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﺴﻤﻮﺍ ﻭﻳﻨﺴﺤﺒﻮﺍ ﺑﺼﻤﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻮﺍﻫﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮ، ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻋﺪ ﻻ ﻳﺨﻠﻔﻮﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﺪﺍﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺪ ﺭﻣﻘﺎ، ﻭﻓﻲ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺻﺎﻣﺪﻭﻥ ﺻﺎﺑﺮﻭﻥ .. ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻦ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺰﺍﺭﺍ ﻟﻬﻢ ﺗﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺳﻤﺎﺀﻫﻢ ﻭﻟﻮ ﺑﺎﻟﻄﻴﻦ، ﻭﺗﺪﻭﻥ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺭﺣﻴﻠﻬﻢ، ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻗﺎﺭﺋﺔ ﻟﺸﻌﺮ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ، ﻭﻻ ﻋﻦ ﺍﺳﻤﻪ، ﻭﻻ ﻋﻦ ﻣﺂﺛﺮﻩ ﻭﺳﺒﺐ ﻭﻓﺎﺗﻪ، " ﻓﺄﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺟﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ."
ﻛﺎﻥ ﺻﻼﺡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺼﺒﻮﺭ ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ :
ﺃﻣﻮﺕ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻨﻲ ﺃﺣﺪ
ﺃﻣﻮﺕ ﻻ ﻳﺒﻜﻰ ﺃﺣﺪ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺷﻤﺌﺰﺍﺯ ﺩ . ﺇﺩﻱ ﺁﺩﺑﻪ ﻣﻦ ﺑﺚ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻟﻸﻏﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻞ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺗﺠﻜﺠﻪ ﺍﺷﻤﺌﺰﺍﺯﺍ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻪ، ﻓﺎﻟﺸﻌﺮﺍﺀ _ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﺩﺭﻭﻳﺶ _ ﻟﻬﻢ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻷﻟﻢ ! ﻟﻜﻦ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻟﻬﻢ ﻣﻮﻫﺒﺘﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﻟﻢ، ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﺄﻧﻔﻮﻥ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻦ، ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ، ﻭﺃﻗﺼﺪ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺑﻬﻢ ﺩﻡ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﺩﻳﻦ، ﻭﻳﺎﻟﻴﺘﻬﻢ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻤﺮﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮﻋﺎ .
ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺒﺴﻄﺎﺀ، ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺷﺎﺀ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻭﺃﺑﻰ ﻣﻦ ﺃﺑﻰ !
ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺒﻜﻴﻜﻢ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺮﺛﻴﻜﻢ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺎﺟﻌﺔ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻗﻨﻴﻨﺔ ﻏﺎﺯ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻄﺒﺦ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻛﻨﺎ ﺳﻨﺴﻤﻊ ﺍﻟﺒﻜﺎﺋﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ، ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺏ، ﻭﺍﻟﻌﻤﺪ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ، ﻭﺍﻟﺒﻐﺎﻳﺎ، ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺨﻨﺜﻴﻦ، ﻭﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ، ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ، ﻭﺍﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﺗﺨﻠﻴﺪ ﺑﻄﻮﻻﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﻭﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ...
ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ

من صفحة الأستاذ ممو الخراش