ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺭﺟﻤﺎ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ .. ﺇﻧﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﺍﺑﻌﻬﻢ " ﺭﻓﻀﻬﻢ " ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺧﻤﺴﺔ ﺳﺎﺩﺳﻬﻢ " ﻛﻔﺮﻫﻢ " ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺳﺒﻌﺔ ﺛﺎﻣﻨﻬﻢ " ﺇﻟﺤﺎﺩﻫﻢ " ، ﻭﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺰﺣﻒ، ﻭﻻ ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﺪﺑﺮ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﺎ ﺍﻷﺗﻘﻴﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺴﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻜﺎﻇﻤﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﻆ ، ﻭﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﻣﺾ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ، ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻭﻥ ﺑﻨﺎﺭ ﺑﺎﻹﺑﺪﺍﻉ ، ﻭﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﺎﺅﻭﺍ ﺑﻘﺒﺲ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﺸﻈﻲ، ﻭﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻭﻟﻮ ﻭﺟﻮﻫﻢ ﺻﻮﺏ ﺣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺿﻴﺎﺀ ، ﻭﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ – ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻚ ، ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﺎ ﻫﻢ - ﻳﺤﻠﻔﻮﻥ ﺑﻐﻠﻴﻆ ﺍﻷﻳﻤﺎﻥ ﻭﻗﻮﻳﻬﺎ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻨﻢ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ، ﻛﻨﺎ ﻧﺠﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺍﻟﺒﻮﺍﺡ ﺑﻪ ﻭﺑﺄﺯﻻﻣﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﺓ ﺍﻟﻼﺕ ﻭﻣﻨﺎﺓ ﻭﺍﻟﻌﺰﻯ ﻭﻫﺒﻞ .
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﺩﻧﻲ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ، ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻳﻤﺸﻲ ﺇﻻ ﺳﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻳﻮﻡ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﻨﻜﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﻘﺮ .
" ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ " ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺟﻮﻣﺎ ﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻨﻬﻢ ، ﻓﺄﻫﻠﻬﺎ ﺍﺣﺮﻗﻮﺍ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺮﺍﻛﺐ ﺍﻻﻧﺒﻄﺎﺡ ، ﻷﻥ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺗﺤﺘﺮﻑ ﺍﻟﺼﻬﻴﻞ ﻭﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻐﻴﺮﻩ ، ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﺍﻟﻚ ﺭﻓﻊ " ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻠﻴﻮﻥ " ﺭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭﻧﺎﻓﺤﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﻋﺎﻉ ﻭﺍﻷﺟﻼﻑ ﻓﻲ ﻏﻴﻬﻢ ﻳﻌﻤﻬﻮﻥ،
ﻭﺣﻴﻦ ﺳﻤﻴﻨﺎﻫﺎ " ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ " - ﻭﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻗﺒﻮﻻ ﺣﺴﻨﺎ - ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ " ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ " ﺳﺘﺘﻬﺎﻭﻯ ﻗﻼﻋﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺎﺥ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﺍﺭ " ﻧﺬﻳﺮ ﺷﺆﻡ " ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺀﺍﺕ " ﺍﻟﻈﻠﻤﻮﺕ " ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺪﺍﻋﺖ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺘﻨﺎ ، ﺻﺮﺡ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻫﻮﻯ ، ﺍﻷﺭﺽ ﺯﻟﺰﻟﺖ ﺯﻟﺰﺍﻟﻬﺎ، ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻖ ﻭﻻ ﻭﻟﻲ ﺣﻤﻴﻢ ، ﺍﻧﻔﺮﻁ ﺍﻟﻌﻘﺪ ، ﻭﻃﻮﻳﺖ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻷﻧﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﺥ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻷﺣﺒﺎﺏ ﻛﻞ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ .
ﺳﻴﺘﺴﺎﺀﻝ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻭﺳﺄﺟﻴﺒﻬﻢ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ " ﻷﻥ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﺘﺬﻛﺮ " - ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻫﻮﺝ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ - ، ﺩﺧﻠﺖ " ﺍﺻﻄﺒﻞ " ﺧﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻦ ﺇﺭﺷﻴﻔﻲ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺭﺍﻓﻌﺎ ﻫﺎﻣﻪ ، ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺘﺎﻕ ﺍﻟﺨﻴﻞ ،ﻭﺃﻳﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﺎﻓﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ ﺃﻛﻮﻥ ..
ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻼﻝ ، ﻭﻻ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﺮﺣﻤﺔ ﻋﺰﻳﺰ ﻗﻮﻡ ﺫﻝ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻫﺬﻳﺎﻥ ﺷﺨﺺ ﺷﺎﻗﻪ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ، ﻓﻬﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺩ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ ؟؟؟؟؟ ..
من صفحة الكاتب و المسرحي : بونا ولد اميده