ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﺑﺸﻊ ﺍﻟﺠﺮﺋﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺜﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭﺗﻌﺪﺩﺕ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﻭﺗﻨﻮﻋﺖ ﺣﺘﻰ ﻏﺪﺍ ــ ﻭﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ــ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻻ ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺣﺪﻭﺛﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﻧﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﻀﺒﻮﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻔﺬ ﺯﻭﺝ ﺿﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰﻉ ﺃﺳﻨﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺗﺸﻤﺌﺰ ﻟﻪ ﻧﻔﻮﺱ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ .
ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺭﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﺓ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻤﺪﻭﻧﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪﻩ ﻣﻨﺖ ﺍﺟﻴﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ، ﻭﻫﻲ ﻫﺬﻩ :
ﻣﺴﺎﺅﻛﻢ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻣﺤﺒﺔ
ﺫﻛﺮﺗﻨﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻓﺎﺗﻴﺲ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺳﺎﺋﻖ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺔ ﺑﺤﻜﺎﻳﺔ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻦ ﻓﺘﺎﺓ ﺯﺍﺭﺗﻨﺎ ﺫﺍﺕ ﺻﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺻﺎﺣﺒﺘﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ “ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ” ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ “ ﺷﻌﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺎﺭﻙ ”
———————————————
ﻛﻜﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺩﻭﺍﻣﻨﺎ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻳﺘﻮﺍﻓﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻋﺪﺩ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻢ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﻫﻲ ﺍﻻﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻌﺪ ﻋﻄﻠﺔ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻳﻒ ﻗﺪ ﺗﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻞ ﺭﺏ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺑﺮﻣﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ ﻫﻲ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻼﻻ ﻭﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ .
ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﻨﺘﺠﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻄﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﻭﺗﺒﻌﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ .
ﺩﺧﻠﺖ ﻓﺘﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﺟﻠﺴﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﻭﺑﺪﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﺣﻈﻨﺎ ﺃﻥ ﺻﺎﺣﺒﺘﻨﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﻧﻔﻀﻞ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻓﻢ ﻣﻮﻻﻩ ﻓﺨﺎﻃﺒﻨﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻄﻲ ﻓﻤﻬﺎ ﻓﺎﻧﻔﺠﺮﺕ ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ ﺭﻏﻢ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﺃﻥ ﻧﺪﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﻜﻼﻡ .
ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻟﻘﺪ ﺯﻭﺟﻨﺎ ﺍﺑﻨﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻻﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎﺑﻌﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺳﺎﺋﻘﺎ ﻟﺸﺎﺣﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ .
ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﺻﻼ ﻻ ﺗﺤﺒﻪ ﻭﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻣﻌﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺣﻴﻠﺔ ﻓﻨﺤﻦ ﻗﺪ ﺯﻭﺟﻨﺎﻫﺎ ﻟﻪ ﻭﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻌﺮﻑ ﻃﺒﻌﻪ ﻓﻬﻮ ﺭﺟﻞ ﻋﻨﻴﻒ
ﻭﺍﺻﻠﺖ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻧﺤﻦ ﻧﻘﻄﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺰﺭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺟﻴﺮﺍﻧﻨﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺗﻘﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻪ ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻃﻠﺒﻬﺎ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ ﻣﻌﻪ ﻟﻠﻤﺒﻴﺖ ﻓﻘﻤﺖ ﻭﺟﻬﺰﺗﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺠﻠﻨﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺟﺎﺀﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭﻥ ﻭﺃﻛﻤﻠﺖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﻧﻪ ﺫﻫﺐ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﺎﺋﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻨﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺤﻦ ﺫﺍﻫﺒﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ ﺳﺘﺮﻳﻦ .
ﻓﺠﺬﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻧﺰﻉ ﺍﺳﻨﺎﻧﻬﺎ ﺍﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﺮﺥ ﺛﻢ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻗﻀﻰ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﺫﺍ ﺻﺪﺭ ﻋﻨﻚ ﺃﻱ ﺻﻮﺕ ﺳﺄﻧﺰﻉ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﺳﻨﺎﻧﻚ .
ﺻﻌﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻭﺗﻠﻤﺴﻨﺎ ﺃﺳﻨﺎﻧﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻳﻨﺎ ﻓﻤﻬﺎ .
ﺍﻧﺘﻘﻠﻨﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﻄﺮﺡ ﺷﻜﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬﻧﺎ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻻﺳﻨﺎﻥ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪﻩ .
ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺑﺘﺴﺎﻫﻞ ﻭﻳﻘﺮﺭﻭﻥ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻤﻠﻒ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺑﺪﺃﻃﺮﺡ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﺤﻰ ﺁﺧﺮ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ .
ﺗﺼﺒﺤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ .
الركب