كل يوم يمر تتجسد المقولة القائلة بأننا لسنا في دولة مؤسسات على أرض الواقع ..(تدوينة)

جمعة, 12/23/2016 - 13:18

كل يوم يمر تتجسد المقولة القائلة بأننا لسنا في دولة مؤسسات على أرض الواقع .. فكيف بدولة يهمل طلابها ويتركون عن قصد في خلاء من الأرض وفي آخر ساعات النهار وثلاث باصات خاوية وموجودة أن تكون دولة مؤسسات ودولة نظام ؟ 
 إن مجرد التفكير في هذا السؤال يجعلك تعيد التفكير هل لك وطن حقا ؟ كيف بمن عاش ذلك الوضع وكان في قلب الحدث . أنا وصديقاتي الخمسة تركتنا باصات الجامعة الساعة السابعة مساء أمام كلية الآداب والعلوم الانسانية عمدا بدعوى أننا لم نركب أحد الباصات الممتلئة وهناك ثلاثة باصات خاوية وذاهبة إلى نفس وجهتنا ! أغلقوها دوننا وقالوا : إما أن تستقلن ذلك الباص الممتلئ أن تبقين هنا . وذهبوا . بعد دقائق مر بجانبنا المسؤول عن النقل في المركب الجامعي وسيارته خاوية وأشارت له إحدى صديقاتي وقد رآنا بأم عينه ولم يقف ! لكم أن تتخيلوا . ذهبنا إلى كلية العلوم المقابلة لكليتنا علنا نجد أحد ، وفعلا لقينا الحراس جلسنا معهم وكم كانت أخلاقهم راقية عكس أخلاق عاملي شركة النقل ومسؤولهم والمفترض أنهم حملة شهادات ! وأخبرونا أن الأمين العام مازال في مكتبه ذهبنا إليه ووجدناه موصدا مع أن سيارته مازالت في مكانها في موقف السيارات داخل الكلية . صلينا المغرب فإذا بأربعة من زملاءنا قد عادو سيرا من كلية الطب إلينا تضامنا معنا ، عكس الطلاب الذين كان الباص يمتلئ بهم ولم يوقفوه لكي لا تبقى أخوات لهن في الدين والوطن وراءهن في خلاء الجامعة . إتصلنا برئيس قسم الفلسفة وعلم الاجتماع ، أستاذنا الفاضل والذي أتصل بالعميد ليخبره بوجودنا هناك فأتصل الأخير على مسؤول النقل في المركب ! أتذكرونه ؟ ذلك نفسه الذي مر أمامنا بعد ذهاب الباصات و تجاهلنا ! ليلفق بدوره قصة أخرى للعميد مفادها أنه وفر لنا مقاعد داخل الباص الممتلئ ورفضنا الركوب !!! وأنه في أكبر عواصم العالم وفي باريس تحديدا يقف الطلاب في الباصات ويتكدسون فوق بعضهم مثلما يفعلون بنا وأنه أمر عادي ! هل هناك وجه للمقارنة ؟؟؟ المهم أن العميد أمره بأن يرجع إلينا في الحال وبعد دقائق عاد وإتصل بنا رئيس القسم ليخبرنا بأن نتجاوز الأمر الآن ونستقل سيارته وأنه سيوصلنا إلى وجهتنا الأصلية ( كارفور مدريد ) هكذا ركبنا في حوض سيارته ست طالبات وأربعة طلاب من يرانا يظننا فرقة (بنده ) متعبة قادمة من أنواذيبو بعد إحياء عرس . وطوال الطريق لم تصمت هواتفنا فأهلنا قلقون جدا ولم نستطع أن نطلعهم على الحقيقة خوفا عليهم فكانت حجتنا أن الباص تعطل ويصلحونه وسنصل قريبا إن شاء الله . لنتفاجئ بمسؤول النقل يوقف سيارته عن ( وقفة صكوك ) والتي لاعلاقة لها بطريق ( مدريد ) ويقفل سيارته ويقول بأنه لن يتجاوز وقفة مدريد وأننا نترجل لكي نوقف تكسي يقلنا إلى مدريد ! رفضنا أن نترجل من السيارة وأخبرناه أن يوصلنا إلى وجهتنا التي قطعنا التذاكر في الباص من أجلها ورفض . بقينا في داخل حوض السيارة وفي الشارع وتجمهر من حوله العامة فأخذ يسرد لهم القصص ويقنعهم بأننا إحتلينا سيارته ولن يوصلنا إلى مدريد . إتصلنا برئيس القسم مجددا وقال لنا بأنه يود الحديث مع مسؤول النقل ولكن الأخير رفض الكلام معه في الهاتف وأضطر رئيس القسم إلى المجئ إلينا من توجنين إلى صكوك ليقلنا إلى مدريد . 
هذه هي القصة بكاملها التي حصلت البارحة . ولم أستطع الكتابة عنها لأني لم أصل إلا 22:300 . وكنت متعبة جدا .
 أما اليوم فقد توجهنا باكرا إلى إدارة الجامعة لنقدم شكاية وأخبرنا العميد أن إدراة الجامعة ليست لها أية علاقة بالنقل فله مؤسسة خاصة به وميزانية وعليه فلنذهب إلى مركز الخدمات الجامعية . وتوجهنا إليه فوجدنا بعض العاملات استقبلونا وأخبرونا أن المدير لم يأتي اليوم وأنهم في عطلة ابتداء من اليوم حتى تنتهي العطلة . 
 نرجو من جميع الطلاب في جميع الكليات الوقوف معنا في هذه القضية وذلك بحضورهم معنا يوم الاثنين الموافق 02 /01 أمام مركز الخدمات الجامعية وأمام مديره . لأننا ببساطة لن نترك هذه القضية تمر مرور الكرام ولن نتركها تقبع في درج مكتب المسؤول عنها ككثير من المشاكل الطلابية .
 ملاحظة : الطالبات لاينتمين إلى أي إتحاد أو نقابة ولانريد للقضية أن تتبناها نقابة أو إتحاد معين وإنما كل الطلاب بجميع إنتماءاتهم ذلك أنها قضيتهم جميعا ويمكنها أن تحصل لأي منهم . 

 من صفحة    وداد احمد