يمكنني ان أوقف الكلام في حلقي أم الدموع فلا استطيع . يعتبر الكثيرون أن اللسان سلاح المرأة الاستراتيجي للدفاع عن نفسها وقد تتجاوز مرحلة الدفاع عن النفس للهجوم عل الاخرين بالسلاح نفسه ، كما يقال ان بعض الخطباء والمفوهين في مجتمعنا أصحاب السنة وأن لسان كل منهم طويل .
وهي صيفة اشترك معهم فيها وللأسف أصحاب الابواق من البشمركة صحافة العصر وسياسي العصر ، وخطباء العصر ونواب العصر، واهل العصر …… لكن ان تحل الدموع محل الكلمات فان الرجل يخجل من ذلك اما المرأة فدموعها دائما في عينها ، غير ان ايهما اصدق ؟ وهل اختلطت الدموع بلسان العصر؟ يقول سقراط : لكي تنجح مع المرأة إذا ابتسمت لك فكن شمعة تذوب وإذا بكت فكن صخرة لا تلين . ويقول سافيل : تبتسم المرأة عندما تستطيع ولكنها تبكي عندما توريد .
وخاصة عندما تكون قد دربت نفسها على البكاء حيث لا تكون قوية الا اذا تسلحت بدموعها وقد أوضحت بعض الدراسات أن المرأة تفرز نصف لتر دموعا للعام والمرأة التي لا تبكي مريضة وغير طبيعية. يقول المتنبي إذا اشتبهت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى ومهما يكن الغضب والحزن والدموع سلاح المستسلمين فإن من لا يعرف الدموع لا يعرف الرحمة ومن لا يبكي وقت الألم يشعر بالألم مرتين .
ولإن تعددت وسائل الدفاع والدعوة للتصديق من لدن المرأة فان الرجل الموريتاني بقوة بنيانه لايستطيع الصمود امام دموع المرأة التي تتساقط بوقوع الظلم عليها أو لأية إهانة وجهت إليها بشكل أو باخر .
اما ان تترك المرأة دموعها منجرفة بغية تحقيق مصالح ورغبات ونزوات ا لأخرين فهو لعمري ما يبعث عل الاشمئزاز . وفي نظري ان البكاء الصادق هو تلك الدموع التي تحس بها تسيل لغير مصلحة مادية انه بكاء لا يدرك بالحواس فحسب بل بكامل الحس الباطني إذ لولا هذا الاختلاف في الاذواق لما وجدت هذه الكثرة من الرجال والنساء نعمة في عيون الحياة ولا ألفوا سبيلا الى قلوب الرحماء .
رجاءا دعوا الفطرة ولا تغيروا قوانين الكون حتى لا ننتقل من سيئ الى اسوا. فما أشهى الدموع الممزوجة بالكبرياء وما أحقر التباكي من أجل قلب حقائق الوجود.
يحي ولد بيان