
ظلت غامبيا حليفا قويا للمنتبذ القصي منذ عهد المختار ولد داداه وداودا جاوارا، وطالما اعتبرها ولد الطايع الخاصرة الرخوة التي يمكن أن يؤتى السنغال من قِبلها خاصة بعد قطع العلاقات غب أحداث 1989.
لقد دعم ولد الطايع عبر حليفتيه غامبيا وغينيا بيساو "حركة القوى الديمقراطية لكازامانس" وأمدها بالسلاح، ردا على دعم السنغال لحركة "أفلام" الانفصالية مما شكل ضربة قوية للسنغال وأعطى ورقة قوية لولد الطايع في اللعبة الإقليمية.
يقع إقليم كازامانس جنوبي السنغال في منطقة معزولة جغرافيا عن أنحاء السنغال، إذ تفصل جمهورية غامبيا معظم أراضي الإقليم، بينما تحده من الجنوب غينيا بيساو.
وظل إقليم كازامانس نقطة ضعف السنغال ففي عام 20111 اشتعل التمرد الكامن في الإقليم وتم توجيه الاتهام وقتها لإيران بإرسال أسلحة للمتمردين هناك".
لم يكن يحيى جامي رجل السنغال ولا طِْرفها المضمر للرهان وما إن وجد السنغال الفرصة سانحة حتى انتهزها وانقض عليه.
استضاف السنغال الرئيس المنتخب آداما بارو الذي أدي الخميس اليمين الدستورية في سفارة بلاده بدكار، وأعطت السنغال مهلة للرئيس المنتهية ولايته يحيى جامي لتسليم السلطة إلى خلفه بارو.
كما تقدمت بمسودة مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يجيز "استخدام كل التدابير الضرورية" لضمان انتقال السلطة فيها، وشكلت مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إكواس" قوة بقيادتها وحشدتها على الحدود مع غامبيا، وهددت بالتدخل عسكريا لتسليم السلطة للرئيس المنتخب. ونسقت مع نيجيريا التي أرسلت مقاتلات وطائرات أخرى إلى جانب 200 عنصر من قواتها إلى السنغال صباح الأربعاء.
كما وضعت قطعا بحرية في حالة تأهب، واتصلت بغانا التي أرسلت قوات مشاة أيضا للمشاركة في قوة ايكواس.
لعبت السنغال بذكاء وكسبت حليفا جديدا في بانجول هي بحاجة إليه.
ولعبنا نحن بوساطة لإخراج آخر الحلفاء في المنطقة فمن منا الخاسر؟
لست من الباكين على رحيل الدكتاتور جامي، لكن من منطلق المصالح التي هي مرتكز السياسة أقول إن المنتبذ القصي فقد حليفا مهما في المنطقة.
كامل الود