لا يحبنا هذا الوطن الذي حملناه في أعماق أعماقنا
يمقتنا كثيرا . و يتعامل معنا بدونية ،نقرأ في عينيه لغة الرفض و الاستعلاء !..
يعيش داخلنا بأوراق شرعية ،بإقامة دائمة و يتحرك كيف شاء و متى أراد و له كامل التبجيل و التقدير ..
و نعيش فيه المنفى تلاحقنا كلاب الهجرة و رجال البليس ،تطاردنا أصواتهم المخيفة و صفاراتهم المزعجة ..
هم يمنعوننا المبيت على الأرصفة !!
تصور حتى النوم ! حتى لا نسافر مع الأحلام في وطن يحترم مواطنيه ..!حتى الأحلام ممنوعة في وطن الممنوعات .
تغلق أمامنا أبواب المطاعم و نرى الأطعمة ترمى في القمامة ... آسف .. على الشارع ، و نحن نموت جوعا!..
وجبات الوطن تأبى أن توافقنا !..
كنا نحمل مشاعر طيبة لهذا الوطن و لا زلنا ..
و خوفي أن تستحيل هذه المشاعر الايجابية كراهية مقيتة !.. يومها لن يحمد الوطن الظالم تصرفه الجميل !..
هم علمونا في المدارس - و نحن صغار - أن حب الوطن من الايمان ،
و نحن آمنا بالوطن إلى درجة الإحسان ، و هو لا يؤمن بنا أبناء له ..
أم أن الوطن أكبر من أن يبادل مواطنيه نفس المشاعر ..
وطني العزيز اسمعني و لو لمرة واحدة ..انزع هذه النظارة السوداء عن عينيك فقد أعمتك عن رؤية أحبابك الحقيقيين ..
هم يبيعون خيراتك ، يوزعونها على أعداءك هم لا يعرفون ماضيك و يحرقون حاضرك و يجعلون مستقبلك مظلما قاتما مخيفا..
وطني ! هني فرصة واحدة و ربما الأخيرة أبثك حبي و عرفاني بجميلك و فخري بك ..
وطني! أنت لا تحبني ، هذا صحيح ، و لا تحب سماع نصيحتي
لكنني سأظل مسكونا بحبك مولعا بمفاتنك أعمى عن مساوئك و زلاتك .. أقول هذا عن نفسي .. و لكن من يضمن أن الآخرين أمثالي ؟
وطني العزيز كسب الأصدقاء خير من صناعة الأعداء ..
و اعتداء الأب على أبنائه و احتقاره لهم عقوق هو الآخر .