جزيرة الذهب

خميس, 03/23/2017 - 14:15

ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﻛﺜﻴﺮﺓُ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﻘُﺮﻯ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻫﻤﻨﺎ ﺑﻤﻀﻤﻮﻥٍ ﻳﺄﺧﺬُ ﺑﺨﻴﺎﻟﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ، ﻧُﻔﺎﺟﺄ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻐﻮﺹ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺑﺄﻥّ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﻤﺖّ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺑﺼﻠﺔ ، ﺑﻞ ﺇﻧّﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻴﺾٍ ﺗﺎﻡٍ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻣﻊ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺭﺑّﻤﺎ ﻧﺤﺴﺒﻬﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﻤﻨﺎﺟﻢ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺃﻭ ﺗﻀﻢّ ﺛﺮﻭﺍﺕٍ ﻃﺒﻴﻌﻴّﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ ، ﻟﻨﺠﺪﻫﺎ ﺗُﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻔِﻘﺮ ﺑﺸﺘّﻰ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً ﺃﻭ ﺣﺘّﻰ ﺧﺪﻣﻴّﺎً .
ﻧﺒﺬﺓ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴّﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻳﺎﻗﻮﺕ ﺍﻟﺤﻤﻮﻱ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮﺛﻖ ﻣﻮﻗﻌﻴﻦ ﺣﻤﻼ ﺍﺳﻢ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ ، ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺓ ﻓﻮﻩ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻐﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻷﻭﻗﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻭﺑﺮﻭﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮﺗﻴﻦ ﻣﺘﻮﺍﺯﻳﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﻭﺍﻟﻄﻮﻝ ، ﺗﻔﺼﻠﻬﻤﺎ ﻗﻨﺎﺓ ﻣﺎﺋﻴﺔ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻧﻲ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺳﺎﺣﻠﻲ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ ، ﻭﺍﻧﺪﻣﺠﺖ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺗﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻻﺣﻖ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﺒﻘﺎً ﻷﻛﺜﺮ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ، ﻣﺜﻞ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻧﺪﻣﺎﺝ ﺟﺰﻳﺮﺗﻲ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﻭﺃﺭﻭﻯ .
ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ
ﺗﻘﻊ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭّﺓ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴّﺔ ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ، ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ ، ﻭﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺛﻼﺛﻤﺌﺔ ﻭﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻓﺪّﺍﻧﺎً ﺫﺍﺕ ﺷﻜﻞٍ ﻃﻮﻟﻲ .
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﺏ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﻀﺮ ، ﺇﻻَّ ﺃﻥّ ﺳﻜّﺎﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﻥ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﻢ ﻭﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴّﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪﻫﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﻧﻈﺮﺍً ﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ ﻭﺗﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓّﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻳﻮﻣﻲّ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﺮﻓﻮﻥ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪ؛ ﺇﺫ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺭﺏ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ، ﻭﻳﺒﻴﻌﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ، ﺇﺿﺎﻓﺔً ﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﻣﺎ ﺗﻬﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺐ .
ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺴﻜّﺎﻥ
ﺇﻥّ ﻋﺪﺩ ﺳﻜّﺎﻥ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜّﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳّﻴﻦ ، ﻭﺑﺎﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﻻَّ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗُﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺷﺢّ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞٍ ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻣﻬﺎ ، ﺇﺫ ﻳُﻼﺣﻆ ﺗﻐﻴّﺐ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻟﺘﺼﻞ ﺍﻷﻣﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﺴﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴّﺔ ﻓﻔﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﺪ ﺑﻨﻲ ﺑﺘﻤﻮﻳﻞٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜّﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴّﻴﻦ .
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺗﻢّ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻢّ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﺪّﺓ ﻗﺼﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮّﺭﺓ ﻟﻸﻫﺎﻟﻲ ، ﺇﻻَّ ﺃﻥّ ﺷﻜﻮﺍﻫﻢ ﻟﻢ ﺗُﻠﺒّﻰ؛ ﺇﺫ ﺗُﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﺤﻤﻴّﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴّﺔ ، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺳﻴﺎﺣﻴّﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ، ﻛﻤﺎ ﻭﺗُﻌﺎﻧﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﺢّ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮﺏ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳُﻌﺎﻧﻲ ﺳﻜّﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺳُﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺣﺘّﻰ ﻣﻊ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥّ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘّﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ، ﻧﺎﻫﻴﻚَ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺤﺎﺟﻴﺎﺕ ، ﻭﻳﻌﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺳﻴّﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ

القسم: