ضحايا..مجزرة المؤتمر الصحفي/ آدي ولد آدب

جمعة, 03/24/2017 - 10:26

ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ، ﺯﻋﺰﻉ ﺗﻮﺯﺍﻥ ﻣﺤﺎﻭﺭﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ - ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ - ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺑﺄﻱ ﻟﻐﺔ ﻳﺨﺎﻃﺒﻮﻧﻪ ، ﻋﺒﺮ " ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﻄﺮﺷﺎﻥ " ﺫﻟﻚ ، ﺛﻢ ﺳﻘﻄﺖ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ، ﻭﺷﺮﻋﻴﺔ ﺗﺼﻮﻳﺖ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ، " ﻟﻠﻴﺪﻳﻦ ﻭﻟﻠﻔﻢ ،" ﺇﺫ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ - ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﺮﺓ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ - ﺃﻥ ﺗﻠﻐﻲ ﺃﺻﻮﺍﺕ 33 ﺷﻴﺨﺎ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ، ﺗَﺠَﻨْﺪَﻟَﺖْ - ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ - ﺻﻔﺔ " ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﺷﺎﻋﺮ ،" ﺃﺳﻄﻮﺭﺗﻨﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ، ﺑﻘﺬﻳﻔﺔ ﻣﻮﺻﻮﻣﺔ ﺑـ : " ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ،" ﻭﺗﺮﺩَّﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻣﻦ ﺻﺮْﺡ ﻋﺮﺷﻬﺎ ﺍﻟﻤُﻤَﺮَّﺩ ، ﻣﻞْﺀ " ﺑﻼﺩ ﺷﻨﻘﻴﻂ / ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ،" ﻣﻨﺘﺤﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻮﺍﺭ ﻋﻘَﺒَﺔ " ﺗﻨﺘﺸﻠﻮﻥ ،" ﻣﻨﺘﻬﻜﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ، ﺑﻤﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻄﺎﻓﺤﺔ ﺑـ " ﺍﻟﺒَﺮَﺍﺀ " ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭ " ﺍﻟﻮﻻﺀ " ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ، ﺣﻴﻦ ﺳﺄﻝ ﻣﺘﻬﻜِّﻤﺎ : ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ " ﻣﺎ ﺗﺴﻤُّﻮﻧﻪ ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،؟" ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻌﺮﻑ : ﺭﺋﻴﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﺎﺫﺍ؟
ﻭﻗﺪ ﺧﺮَّﺕ " ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،" ﺻﺮﻳﻌﺔ ﺑﺸﻈﺎﻳﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ، ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍ ﻟــ " ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ،" ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ - ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ - ﻋﻠﻮﻡ ﻏﻴﺮ " ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،" ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ " ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ " ﺃﻭ " ﺍﻟﺠِﻦِّ ..." ﻭﺇﻥ " ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ -" ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻤَّﻰ ﺗﺠﻮُّﺯﺍ - ﻟﺘﻔﻘﺪ ﻛﻞ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﻘﺪ " ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻬﺎ ،" ﺯﺩْ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺭﻗﻰ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻛﻢ ، ﻻ ﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﻌﺒﺎﻗﺮﺓ ﻋﻠﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ .... ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻣﺔ ﺑـ " ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،" ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺰﻫﻮ ﻭﺗﺘﻴﻪ ﺑﺸﻌﺮﺍﺋﻬﺎ ، ﻭﺃﺩﺑﺎﺋﻬﺎ ، ﻭﻓﻼﺳﻔﺘﻬﺎ ،... ﻭﺗﺨﺘﺰﻝ ﻛﻞ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺎﻫﻲ ﺑﻬﺆﻻﺀ ، ﻓﻠﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ، ﺗﺴﻤﻰ " ﻟﻐﺔ ﻣﻮﻟﻴﻴﺮ ،" ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ، ﻳﺴﻤﻲ ﻟﻐﺘﻪ " ﻟﻐﺔ ﺷﻜﺴﻴﺒﺮ ،" ﻭ " ﺳﺮﻓﺎﻧﺘﺲ " ﻫﻮ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ .... ﻓﺒﻤﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ، ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺨﺮ ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﺰ ﺑﺄﺩﺑﺎﺋﻬﺎ ﻭﺷﻌﺮﺍﺋﻬﺎ ﻭﻋﻠﻤﺎﺋﻬﺎ ، ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ؟ ! ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺮﺳِّﺦْ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ، ﻓﻤﺘﻰ ﺗﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ، ﻋﺒﺮ ﺗﺄﻟﻘﻬﺎ ﻓﻲ " ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،" ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ " ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،" ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎﺯﺍﻝ " ﻓﺎﺳﺪﺍ " ﻭﻟﻴﺲ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻃﺒﻌﺎ؟ !
ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﻫﻨﺎ ﺑﻴﻦ " ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ " ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺑﺘﻜﺮﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ، ﻣﻌﻄﻴﺎ ﻟﻸﻭﻝ ﻣﻌﻨﻰ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ، ﻭﻟﻠﺜﺎﻧﻲ ﺁﺧﺮ ﺳﻠﺒﻴﺎ .... ﻣﺒﺪﻻ " ﺛﺎﺀ " ﺛﻜﻨﺎﺗﻪ " ﺳﻴﻨﺎ ،" ﻟﺘﺼﺒﺢ " ﺳﻜﻨﺎﺕ ،" ﻭﻟﻴﺘﻪ " ﺳﻜﻦَ " ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ، ﻋﺒﺮ " ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ،" ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ..
ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺭﻯ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﻟﻺﻃﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﺘﺸﻮﻫﺎﺕ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﺤﻘﻬﺎ - ﻛﺬﻟﻚ - ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﺑـ " ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺩﺓ " ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻬﺎ .
ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻲ - ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ - ﺃﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ، ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ .. ﺍﻟﻤﻠﺤﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ : ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻣﻨﺔ ﻟﻺﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ؟ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻜﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻧﺘﻢ " ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﻭﻥ " ﺷﺎﻫﺪﻭﻥ؟ ..
ﺃﺧﺒﺮﻭﻧﻲ ﺑﺄﻱ ﺻﻔﺔ ﻋﻴﻨﺘﻢ ﻫﻨﺎﻙ؟ ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺘﻢ ﻋﻴﻨﺘﻢ ﺑﺼﻔﺘﻜﻢ ﻛﻴﻤﻴﺎﺗﺌﻴﻦ ، ﻭﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﻴﻦ ، ﻭﺧﺒﺮﺍﺀ ﺫﺭﺓ ، ﻓﻼ ﺗﺜﺮﻳﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﺑﺪﺍ .. ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻜﻢ
من صفحة الأديب على فيس بوك

القسم: