من يﻌﺘﻘﺪ ﺣﻘﺎ ... ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺒﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ : ﻓﺒﺎﺋﻞ ﺗَﺮﻓﻞ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﺗُﺮﻛﻞ ، ﻭ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺤﻲ : ﺷﺮﺍﺋﺢ ﺗَﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭ ﺍﻟﻨﺤﻮﻝ ، ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺿﻞ ﺍﻷﺳﺮﻱ : ﺃﺳﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻔﺢ ، ﻭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ : ﻭﻇﺎﺋﻒ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺟﻬﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺗﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﻭ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻭ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭ ﺃﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﺘﻲ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ
ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺬﺭﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺗﺸﻴﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ، ﻭ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻛﻴﺎﻓﻠﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻔﺮﺻﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﻴﺐ ﻭ ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﻝ ، ﻭ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﻭ ﺇﻗﺼﺎﺀ ﻭ ﺧﺬﻝ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ... ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺎﻗﻮﻥ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﺍﻟﻀِّﻴﺰَﻯ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻗﺪﺭ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﻏﻢ " ﺍﻟﺴﻴﺒﺔ " ﻭ ﺟﺒﺮﻭﺗﻬﺎ ﻭ ﻋﻨﺎﺩﻫﺎ؟
ﺿﻌﻒ ﺧﻄﺎﺑﺔ ﻭ ﺳﻮﺀ ﺇﻟﻤﺎﻡ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺸﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻯ ﻣﻊ ﻋﺪﻳﺪ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﻏﻴﺮﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺛﻘﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭ ﻣﺎ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻹﻟﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺑﻤﻠﻔﺎﺕ ﻭ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺑﻠﺪﺍﻧﻬﻢ ﻭ ﺣﻴﺰﻫﻢ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱ ، ﻭ ﺩﺭﺍﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ... ﻏﻴﺮﺓ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﻭ ﺣﺴﺮﺓ ﺣﻴﻦ ﻳﺼﺪﻣﻨﻲ ﻗﻬﺮ ﺯﻋﻤﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭ ﺑﻠﻐﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﺸﺢ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻧﻲ .. ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻚ ... ﻭ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻫﻮ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﺿﻲ ﻭﺟﻮﺩ ﻏﺸﺎﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺃﻛﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭ ﺣﺪﺓ ﻫﺴﺘﻴﺮﻳﺔ ﺍﻹﺩﻋﺎﺋﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺑﺎﻷﻟﻤﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻮﻗﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﺯﻳﻒ ﺍﻹﺩﻋﺎﺀ ﻭ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺨﻮﺍﺀ .. ﻓﻬﻞ ﻳﻨﺘﺒﻬﻮﻥ ﻭ ﻳﺼﺤﺤﻮﻥ ﻓﻴﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻭ ﻻ ﻳﻜﺎﺑﺮﻭﻥ؟
ﻭﻳﻤﻀﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻓﻲ ﺗﻌﻤﺪ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ
ﺗﺠﺎﺭ ﺳﻠﻊ ﻣﺴﺘﻮﺭﺩﺓ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ، ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻼ ﻳﺮﺍﻫﻨﻮﻥ ﻋﻞ ﺣﺮﻛﻴﺔ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻟﻼﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ، ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ( comptoir ) ﻟﺘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﻤُﻨﺘﺠﺔ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﺑﻮﺍﺧﺮﻫﻢ ﺍﻟﺸﺮﺍﻋﻴﺔ ( voiliers ) ﻭ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻳﺔ ( A vapeur ) ﻭ ﺑﺎﻟﻌﺠﻼﺕ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ( A roues géantes ) ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭ ﺍﻟﺼﻤﻎ ﻭ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻎ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻞ ﻭ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﻴﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﻓﺎﻏﺮﺓ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻣﺤﻤﻼ ﺑﻤﻨﺘﺞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
ﺳﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﻗﺒﻠﻴﻮﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﻗﺒﺎﺋﻞ ، ﺇﻗﻄﺎﻋﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﻮﻃﻦ ، ﻋﺸﺎﺋﺮﻳﻮﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﺋﻴﻮﻥ ﻟﻠﺤﻴﺰ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﺓ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ، ﻣﺘﺰﻟﻔﻮﻥ ﺑﻼ ﺣﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﻣﺎﺀ ﻭﺟﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ ، ﻳﺘﺼﺎﺭﻋﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﺲ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺰﺑﺪ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺛﻴﺮﺍﻥ ﻭ ﻫﻢ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻓﻴﺒﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺳﺎﻣﺤﺔ ﺑﺄﺑﺨﺲ ﺍﻷﺛﻤﺎﻥ .
ﺃﻃﺮ ﻭ ﻣﺜﻘﻮﻥ ﺑﻼ ﻋﻄﺎﺀ ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺳﻮﻕ ﻧﺨﺎﺳﺔ ﺗﺴﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻄﻠﻘﺎﺕ ﺑﺄﺑﺨﺲ ﺍﻷﺛﻤﺎﻥ ﻭ ﺗﻮﺻﻢ ﺑﺄﺭﺫﻝ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭ ﻳﺘﺒﻮﺃ ﻋﺪﻳﻤﻮ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺮﺗﺐ .. ﻭ ﺗﺮﻯ " ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ " ﺍﻟﻤﺸﺘﺘﺔ ﻟﻸﺫﻫﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ " ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ " ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﻔﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺨﻨﺚ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﻬﺎﻥ ... .." ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺻﺘﻚ ﻓﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﺃﻭ ﺷﺎﻋﺮ " ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺟﻤﻴﻼ ... ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭ ﻳﺮﺗﺒﻬﺎ ﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻟﻮَﺿَﻊ ﺍﻟﺸﻌﺮَ ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻡَ ﻓﻲ ﺣﺪﻗﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﻟﻴﺘﺒﻴﻦ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻟﻜﻦ ﺗﺄﺧﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﺧﻄﺎﺋﻨﺎ ﻭ ﻏﻴﺎﺑﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻫﻤﺎ ﺳﺒﺐ ﻋﻘﺎﺑﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ " ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ " ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ :
ﻟﻮ ﻧﺎﺭﺍ ﻧﻔﺨﺖ ﺑﻬﺎ ﺃﺿﺎﺀﺕ *** ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﺗﻨﻔﺦ ﻓﻲ ﺭﻣﺎﺩ
ﺟﻤﻮﺩ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﻻ ﻳﻐﺘﻔﺮ
ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﺫﻛﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﺒﻼﺩﺓ ( ﻭ ﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﺃﻫﻠﻚ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻗﺘﻴﻠﻬﻢ ﻭ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ) ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺄﺑﻪ ﻟﺸﻲﺀ ﻭ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﻏﻴﺮ ﻻﻓﺖ ﻭ ﻻ ﻳﻘﺎﻭﻡ ، ﻭ ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻜﻨﺔ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻗﺪ ﺿﺮﺑﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻳﺮﻓﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﺗُﻌﻴﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻤﻬﺎ ﻭ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻔﺮﻭﺿﺔ ﺑﺎﻻﻗﺘﺤﺎﻡ ﺍﻟﺠﺮﻱﺀ ﻛﻞَّ ﻣﻤﻨﻮﻉ ﻭ ﺇﺗﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻜﺮ ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻖ ﻭ ﻻ ﻣﺴﺎﺀﻟﺔ ﺗُﺠﺮﻯ ﺃﻭ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺗﺤﻞ ، ﻭ ﻳﺘﺮﺩﻯ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺗﻮﻥ ﺍﻟﺤﻀﻴﺾ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻮﺍﺀ ﻛﺎﻟﺨﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻣﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ ... ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺑﻴﻦ ﻃﺒﻘﺘﻴﻦ ﺑﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﻬﻮﺏ ﻣﻦ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﺤﻠﻲ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻡ ﻓﻴﺸﻐﻞ ﺍﻟﻤﻮﻃﻨﻴﻦ ﻭ ﻳﻜﻔﻞ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻋﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻧﺪﻭﻧﻮﺳﻴﺎ ﻭ ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ ﺗﻨﺎﻓﺴﺎﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ، ﻭ ﺑﻴﻦ ﻃﺒﻘﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻓﻘﺮﺍ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻳﻨﻌﺘﻪ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒُ ﻋِﺒﺮﺓً ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻓﻲ ﺧﻨﺪﻕ ﺍﻟﻤﺘﻜﺎﺳﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺳﻠﻚ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .. ﻓﻬﻞ ﻳﻌﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻟﻮ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ؟