معالم : كيف تم بناء سور الصين ؟

سبت, 04/29/2017 - 08:36

ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺼّﻴﻦ
ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺼّﻴﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﺃﺣﺪ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﺪّﻧﻴﺎ ﺍﻟﺴّﺒﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺑﺮﺯ ﻭﺍﻷﺿﺨﻢ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ، ﻭﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻷﻃﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻋﺒﺮ ﻣﺮّ ﺍﻟﺘّﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ، ﻭﻳُﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥّ ﺑﻨﺎﺀﻩ ﺍﺳﺘﻤﺮّ ﻓﺘﺮﺓً ﺗﻤﺘﺪّ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮّﺍﺑﻊ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴّﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘّﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲّ ﺍﻟﻬﺎﻣّﺔ .
ﺑﻨﺎﺀ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺼّﻴﻦ
ﺑُﻨﻲ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺼّﻴﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻄّﻴﻦ ، ﺇﺫ ﻏُﻄّﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺸّﺮﻗﻲّ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻄّﻮﺏ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ، ﻭﻳﺒﻠﻎ ﻋﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴّﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺃﻣﺎﻛﻨﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭٍ ﻭﺳﺘّﺔ ﺳﻨﺘﻤﺘﺮﺍﺕ ، ﻭﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦٍ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﻘﺎﻋﺪﺗﻪ ﻣﺜﻼً ﻧﺠﺪﻩ ﻳﺒﻠﻎ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭٍ ﻭﺳﻨﺘﻤﺘﺮ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳّﺔ ﻣﻨﻪ ﻓﺈﻧّﻪ ﻳﺒﻠﻎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭٍ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﺳﻨﺘﻤﺘﺮﺍﺕ ، ﺃﻣّﺎ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﻪ ﻓﺈﻧّﻪ ﻳﺼﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭٍ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ، ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭٍ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺃﺧﺮﻯ ، ﻭﻗﺪ ﻭُﺿﻌﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴّﻮﺭ ﺃﺑﺮﺍﺝ ﻟﻠﺤﺮﺍﺳﺔ ﺑﻠﻎ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﺘﺮﺍً ، ﻭﻳﺒﻌﺪ ﻛﻞّ ﺑﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻣﺘﺮ .
ﻗُﺘﻞ ﺧﻼﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤّﺖ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤّﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢّ ﺩﻓﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻮﺭ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴّﻮﺭ ﻏﺮﺿﺎً ﻋﺴﻜﺮﻳّﺎً ، ﺇﺫ ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗُﺤﻤﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳّﺔ ﺍﻟﺸّﻤﺎﻟﻴّﺔ ﻣﻦ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﻗﺪ ﻫُﺪّﻣﺖ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻮﺭ ﻟﻤﺮّﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢّ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺗﺮﻣﻴﻤﻬﺎ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖَ ﻣﺤﻔﻮﻇﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺴّﻮﺭ ﺣﺘّﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻟّﺎ ﺟﻬﺘﻪ ﺍﻟﺸّﺮﻗﻴّﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪّﺓ ﻋﺪّﺓ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍﺕ ، ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﻃﻮﻝ ﺳﻮﺭ ﺍﻟﺼّﻴﻦ
ﺇﻥّ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴّﻮﺭ ﺑﺪّﻗﺔ ﻭﻗﻒ ﺣﺎﺋﻼً ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﺭّﺧﻴﻦ ، ﺇﺫ ﻳُﺬﻛﺮ ﻭﻓﻖ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺭﺳﻤﻴّﺔ ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﺒﻠﻎ ﺳﺘّﺔ ﺁﻻﻑ ﻭﺳﺒﻌﻤﺌﺔ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼّﻴﻨﻴّﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘّﺮﺍﺙ ﺃﻛّﺪﺕ ﺃﻥّ ﻃﻮﻟﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﺑﻠﻎ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺁﻻﻑ ﻭﺛﻤﺎﻧﻤﺌﺔ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﺼﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﺃﻟﻔﻴﻦ ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻴﻼﺩﻱّ ، ﻟﺘﻌﺎﻭﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﺃﻟﻔﻴﻦ ﻭﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻥّ ﻃﻮﻟﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲّ ﻳﺒﻠﻎ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻔﺎً ﻭﻣﺌﺔ ﻭﺳﺘّﺔ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ .
ﺑﺎﻟﺮّﻏﻢ ﻣﻤّﺎ ﺑﺬﻟﻪ ﺣﻜّﺎﻡ ﺍﻟﺼّﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺀ ﻟﺘﺸﻴﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴّﻮﺭ ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻧّﻪ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺻﺪّ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮّﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ ، ﻭﺧﺎﺻّﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺑﺮﺓ ، ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘّﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥّ ﺃﻭّﻝ ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻐﻮﻟﻲّ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺤﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴّﻮﺭ ﺍﻟﻤﻨﻴﻊ ﻭﺑﺮﻓﻘﺘﻪ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﻴﺸﻪ ﺍﻟﺠﺮّﺍﺭ ، ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﺃﻟﻒ ﻭﻣﺌﺘﻴﻦ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ

القسم: