ﺑِﺴْﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
" ﻳﺎ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ ﺍﺭﺟﻌﻲ ﺍﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻓﺎﺩﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﻭﺍﺩﺧﻠﻲ ﺟﻨﺘﻲ "
ﺍﻟﻰ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻭﺩﻋﺖ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺑﻨﺎ ﺑﺎﺭﺍ ﻭﺭﺋﻴﺴﺎ ﻣﺤﺘﺮﻣﺎ ﻭﺷﺨﺼﻴﺔ ﻛﺮﺳﺖ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﻭﻣﻨﺎﺿﻼ ﻭﺣﺎﻛﻤﺎ ﻭﻣﻌﺎﺭﺿﺎ .
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺎﺟﻌﺔ ﺃﻟﻴﻤﺔ ﻭﻣﺼﺎﺑﺎ ﺟﺴﻴﻤﺎ ﻟﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ .
ﻓﻘﺪ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻣﺨﻀﺮﻣﺎ ﻭﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ، ﻭﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ ﻣﺎﺭﺳﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺳﻔﺎﺳﻒ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻌﻞ .
ﺗﻤﺜﻞ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻋﻈﻤﻰ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﻭﻃﻦ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﻣﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﻣﺘﺮﺍﺣﻢ . ﻓﻘﺪ ﺁﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻨﺪﺍ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻰ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ ، ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻱ ﻣﺰﺍﻳﺪﺍﺕ ﺍﻭ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﻣﺮﻳﺒﺔ ﺍﻭ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﻣﺸﺒﻮﻫﺔ .
ﻳﺴﻌﻰ ﺑﺠﺪ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻧﺎﺿﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻃﻤﻮﺡ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ، ﻭﻗﺪ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻂ ﺩﻭﻥ ﻟﻒ ﺍﻭ ﺩﻭﺭﺍﻥ .
ﺍﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻼﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻨﺘﻈﺮﻩ ﺟﻤﻴﻌﺎ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻟﻦ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻻ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻣﺘﻨﺎ ﻭﺷﻌﺒﻨﺎ .
ﻭﻓِﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺇﺫ ﺃﻋﺰﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻭﻻ ﻭﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺪ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ، ﺃﺫﻛﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻗﺎﺩﻣﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻧﻔﺴﻪ . " ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻭﺟﻪ ﺭﺑﻚ ﺫﻭ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ." ﻓﻠﻨﺒﺎﺩﺭ ﻹﺻﻼﺡ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ ﻭﻟﻨﺘﻘﺪﻡ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﺘﻮﺛﺒﺔ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺳﺎﻋﻴﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ . " ﻓﻤﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﺧﻴﺮﺍ ﻳﺮﻩ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﺷﺮﺍ ﻳﺮﻩ ."
ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺇﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ . ﻭﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ .
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻭﻟﺪ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ