رفقا بنا / محمدو خطري

سبت, 05/06/2017 - 06:39

ﺃﻻ ﻛﻠﻜﻢ ﺭﺍﻉ ﻭﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ ، ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﺣﻜﻮﻣﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺃﻳﻤﺎ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻮﻻﻫﺎ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻳﻬﺎ ﺑﺄﻛﻤﻞ ﻭﺟﻪ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺜﻘﻞ ﻛﻮﺍﻫﻠﻨﺎ ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﺃﻥ ﻳﺤﻤﻠﻨﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻧﻄﻴﻖ ‏( ﺃَﻭَ ﻟَﻴْﺲَ ﻓِﻲ ﺑَﻨِﻲ ﻓُﻼﻥٍ ﺭَﺟُﻞٌ ﺃَﻣِﻴﻦٌ ‏) .
ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻳﺮﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 2017 ﺑﻠﻐﺖ 320 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺃﻭﻗﻴﺔ ، ﺃﻱ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﻧﺴﺒﺔ %69 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ‏( 461 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺃﻭﻗﻴﺔ ‏) ، ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗُﺤﻤِّﻞُ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ، ﻭﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﺗﻐﻄﻴﺘﻪ ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﻋﻦ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ .
ﺁﺧﺮ ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻫﻮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﻏﺮﺍﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺠﺤﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻄﺮﺡ ﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﻋﺪﺓ ﺃﻫﻤﻬﺎ : ﻛﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﺞ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺘﻔﺴﺎﺭ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺧﺘﺼﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺘﻴﻦ :
- ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺸﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺼﻤﺖ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ، ﻓﺎﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﻌﺪ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﺑﺈﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺃﻱ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﻭﻣﻦ ﺃﻱ ﻧﻮﻉ .
- ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻼﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺴﺎﺋﻘﻴﻦ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﻋﻴﻬﻢ ﺑﻤﺪﻯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺂﺳﻲ . ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺻﻴﻐﺖ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ، ﻭﻣﻦ ﻃﺒﻘﻬﺎ ﻓﻼ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻣﻼﺣﻈﺎﺕ :
- ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻊ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻧﻈﺎﻡ ﺭﺧﺼﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻘﻴﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺒﺖ ﻧﺠﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺑﻠﺪﺍﻥ .
- ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﻱ ﺇﺿﺮﺍﺏ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﻈﻤﻪ ﺑﺪﻗﺔ ﻟﻜﻴﻼ ﻳﺪﻉ ﻣﺠﺎﻻ ﻹﻧﺪﺳﺎﺱ ﺃﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺬ ﺃﺟﻨﺪﺍﺕ ﻻ ﺗﺨﺪﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ .
ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻭﻻﺓ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﺑﻬﻢ ﻟﺨﺪﻣﺘﻪ ﻭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﻓﻖ ﺑﻪ ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳُﺆْﺗَﻰ ﺑﻬﻢ ﻣﺠﺪﺩﺍ ‏( ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‏) ﺃﻭ ﻳُﺆْﺗَﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﻢ ﺃﻭﻻ ﻗﺒﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ‏« ﺍﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﻣَﻦْ ﻭَﻟِﻰَ ﻣِﻦْ ﺃَﻣْﺮِ ﺃُﻣَّﺘِﻰ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻓَﺸَﻖَّ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻓَﺎﺷْﻘُﻖْ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﻣَﻦْ ﻭَﻟِﻰَ ﻣِﻦْ ﺃَﻣْﺮِ ﺃُﻣَّﺘِﻰ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻓَﺮَﻓَﻖَ ﺑِﻬِﻢْ ﻓَﺎﺭْﻓُﻖْ ﺑِﻪِ ‏» . ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺃﺗﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ