أعلام : الزعيم بوياگي ولد عابدين

جمعة, 05/12/2017 - 13:25

ﺑﻮﻳﺎﮔﻲ ﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ‏( 1915 ﻡ ﺗﻤﺒﺪﻏﺔـ 1970 ﻡ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ‏)
ﺯﻋﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻳﻨﺤﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﺮﻑ ﺑﻨﻀﺎﻟﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ .
ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﻭﻟﺪ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﻹﺳﺮﺓ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻓﻲ ﺿﻮﺍﺣﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻤﺒﺪﻏﺔ ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺛﻢ ﺍﺭﺳﻠﺘﻪ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﻮﺿﻴﻦ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺘﻬﻢ ﺗﺎﺭﻳﺨﺌﺬ . ﻛﺎﻥ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﺤﻠﻲ ﺑﻜﺎﺭﻳﺰﻣﺎ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺷﺠﺎﻋﺎ , ﺻﺎﺩﻗﺎ ﻭ ﺍﻣﻴﻨﺎ ﻭ ﻃﻨﻴﺎ ﻣﻨﺎﻫﻀﺎ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻭ ﻟﻸﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻘﺔ ﺍﻟﻜٌﺒﻠﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺎﻫﺾ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻧﻮﺝ ﻭ ﻣﻊ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻤﺎ ﺃﺗﺎﺡ ﻟﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺇﺯﻋﺎﺝ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺼﺎﺭﻩ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻭ ﺳﻤﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎ ﺕ ‏[ 1 ‏] , ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻭﻟﺪ ﺩﺍﺩﺍﻩ ﻳﻠﻘﺒﻪ ﺑﺎﻟﺰﻋﻴﻢ ‏[ 2 ‏] .
ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ
ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1948 ﺩﺧﻞ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺳﻊ ﺍﺑﻮﺍﺑﻪ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺸﺄ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺣﺮﻣﺔ ﻭﻟﺪ ﺑﺒﺎﻧﺔ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﺎﻳﻌﺮﻑ ﺑﺤﺰﺏ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﻭﺩﺧﻞ ﻭﻭﻟﺪ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻛﺄﻭﻝ ﻣﻤﺜﻞ ﻋﻦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺳﻨﺔ 1956 ﻡ ﺣﻴﺚ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﺍﻷﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺧﺴﺮﻫﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ
ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻭﻟﺪ ﻳﺤﻲ ﺍﻧﺠﺎﻱ , ﺃﻋﺘﺒﺮ ﻭﻟﺪ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺯﻭﺭﺕ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻏﺮﻳﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻤﺪﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻞ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﻭ ﻟﺠﺄ ﻭﻟﺪ ﺣﺮﻣﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭ ﺃﻭﻋﺰ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻴﻘﻪ ﻭ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﺍﻥ ﻳﺆﺳﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ 1958 ﻡ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻛﻴﻬﻴﺪﻱ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺒﺜﻖ ﻋﻨﻪ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﻭﻟﺪ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ‏( ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ‏) ﻭ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﺎﺑﺎ ﻭﻟﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺴﻜﻪ ﻭ ﻳﺤﻴﻰ ﻭﻟﺪ ﻣﻨﻜﻮﺱ ﻭ
ﻫﻴﺒﻪ ﻭﻟﺪ ﻫﻤﺪﻱ ﻭ ﺑﻤﺐ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻴﺰﻳﺪ .
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1958 ﻛﺤﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﻨﺎﺿﻞ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﻻ ﺷﺮﻭﻁ ﻻ ﺗﻨﺎﺯﻻﺕ ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺍﻧﺘﺴﺎﺑﻬﺎ : ‏( ﻭَﻟَﻦ ﺗَﺮْﺿَﻰ ﻋَﻨﻚَ ﺍﻟْﻴَﻬُﻮﺩُ ﻭَﻻَ ﺍﻟﻨَّﺼَﺎﺭَﻯ ﺣَﺘَّﻰ ﺗَﺘَّﺒِﻊَ ﻣِﻠَّﺘَﻬُﻢْ ‏) ‏[ 3 ‏] , ﻭ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﺑﺈﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺟﻨﺎﺡ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻭﻟﺪ ﺩﺍﺩﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻛﺘﻠﺔ ﺣﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﻭ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺣﺰﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻈﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﻴﻬﺎ , ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻬﻢ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻏﻔﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻭ ﺣﻤﻞ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ ﺣﺘﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻟﻜﺼﺮ , ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺷﺎﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪِ ﺇﻟﻰ ﺇﺗﻔﺎﻕ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺼﻠﺐ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ , ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﻭ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺃﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﺤﺪﺙ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﺑﻄﺎﺋﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﺸﻴﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻘﻀﺖ ﺇﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ ﻳﻮﻡ 28 ﻧﻔﻤﺒﺮ 1960 ﻡ .
ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ
1961 ﻡ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﻣﺎﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﻳﺮﺓ
‏[ 4 ‏] ﺍﻟﺘﻲ ﺿﻤﺖ ﺃﺣﺰﺍﺑﺎ ﻭ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻭﻟﺪ ﺩﺍﺩﺍﻩ ، ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ، ﻣﺮﺷﺤﺎ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ , ﻭﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻢ ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺒﺜﻖ ﻣﻨﻪ ‏( ﺧﻼﻝ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ، ﻳﻮﻡ 25 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1961 ‏) ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﻻﺣﻘﺎ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ، ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻭﺗﻤﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﺳﺘﻮﺭ 1961 ﻡ ﻭ ﺩﺧﻞ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻛﺄﻭﻝ ﻭﺯﻳﺮ ﻟﻠﻨﻘﻞ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ .
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻮﺟﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻪ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ , ﺣﻴﺚ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﻗﺪ ﺭﻓﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ‏[ 5 ‏] ﺃﻭ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ .
ﻓﻲ 30 ﻣﺎﺭﺱ 1962 ﻡ ﻗﺎﻡ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺣﺮﻣﺔ ﻭﻟﺪ ﺑﺎﺑﺎﻧﺎ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻲ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ ﻗﺘﻞ ﻭ ﺟﺮﺡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻣﺤﻠﻴﺎ ﺑﺈﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ , ﻭﺗﻢ ﺍﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬﻳﻦ ﻭ ﻭﺣﻮﻛﻤﻮﺃ ﺍﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺇﺳﺘﺜﺘﻨﺎﺀ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﻳﻨﻮﻭﻥ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻳﻮﻡ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﻭﻟﺪ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺎﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﺪﺧﻞ ﻭ ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ‏[ 6 ‏] ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺮﺭﺕ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻤﺖ ﺗﺒﺮﺍﺓ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﻤﺄﺑﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﻭ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺛﺒﺖ ﺗﻮﺭﻃﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ .
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﺧﺮﺝ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭ ﺍﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺸﺄ ﺃﻭﻝ ﺷﺮﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺠﺰﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻥ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﻤﺐ ﻭﻟﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺑﺎﺩﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺸﺄ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺻﺮﺧﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﻟﺤﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﺎﻳﺰﺍﻝ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﻭﻓﺎﺗﻪ
ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1970 ﻡ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻮﻥ ﺧﺒﺮ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺑﻮﻳﺎﻛﻲ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﺍﻷﺳﻰ , ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﺗﻤﺖ ﺗﺼﻔﻴﺘﻪ ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻛﺪ ﺍﻧﻪ ﺗﻢ ﺗﺴﻤﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻗﻀﻮ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ . ﺍﻧﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺟﻌﻮﻥ , ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺭﺣﻤﻪ ﻭ ﺃﻏﻔﺮ ﻟﻪ .
منقول من ويكيبيديا