" غوانتنامو قصتي " ح1/سامي الحاج

خميس, 05/25/2017 - 22:11

ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﻟﻴﻞٍ ﻋﺮﺑﻲٍّ ، ﺃﺟﻠﺲ ﻭﺣﻴﺪًﺍ .. ﺃُﺻﻐﻲ ﻟﺼﺪﻯ ﺃﻧﻔﺎﺳﻲ ﻭﻧﺒﺾ ﻗﻠﺒﻲ .. ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻃﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﻃﻴﻮﺭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻓﻴﺤﻂّ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮُﺑﺔ ﻣﻨِّﻲ ، ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﻓﺖ ، ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻭﻟﻴﻔًﺎ ﻏﺎﺋﺒًﺎ !
ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺗَﺒَـﻴُّـﻦَ ﺟﺴﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥَّ ﺷَﺠَﻦ ﻏﻨﺎﺋﻪ ﻳﺄﺧﺬﻧﻲ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ، ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﺟﺪًّﺍ .. ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ، ﻭﻣﻜﺎﻥٍ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ .
ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻭﺿﻌﻨﻲ ﺍﻟﺴﺠَّﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﺣﺒﺲ ﺍﻧﻔﺮﺍﺩﻱ ، ﻧﺰﻋﻮﺍ ﻋﻨِّﻲ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻭﺯﺟُّﻮﺍ ﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ . ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺪ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻘﻮﺓ ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻈﺎﻣﻲ . ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺗﺠﻒ ﻭﺃﺭﺗﻌﺪ .. ﺗﻨﺎﻫﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻧﻲ ، ﻣﻦ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻲ ، ﺻﻮﺕ ﻣﺤﺘﺴِﺐ ﻳﺮﺩِّﺩ ﻓﻲ ﻧﺒﺮﺓٍ ﻣِﻠﺆُﻫﺎ ﺍﻟﺠَﻠَﺪ : ﺃَﺣَﺪٌ ﺃَﺣَﺪ .
ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﻳﻌﻠﻮ ﺻﻮﺕ ﺳﺠﻴﻦ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ : ﻳﺎ ﺳﺎﻣﻲ ﺳﻜِّﺖ ﺑﻼﻟًﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻚ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﺎﻟﺞ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﺮﺩ . ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻭﺟﺪﺕُ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺑﺘﺴﻢ !
ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ، ﻭﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﻗﺼﺘﻲ؛ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ﺭﻗﻢ ‏( 345 ‏) . ﻧﻌﻢ ، ﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﻗﺼَّﺘﻲ ﻭﻗﺼﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﺳﺠﻴﻦ . ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺎﺵ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮٍ ﻣﺎ ، ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺭﻳﺐ ﻣﺘﺸﺎﺑﻪ ، ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺭﻳﺐ ﻣﺨﺘﻠﻒ !
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻄﻔﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻸﺗﻨﻲ ﻣﻊ ﺍﻷﻟﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﻗﻮﺓ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺑﻞ ﺃﻛﺪﺕ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻞ ﻛﻞٍّ ﻣﻨَّﺎ ﻗﻮﻯ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻈﻞ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻘﺪﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ؛ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﺪﻟﻊ ﺛﻢ ﺗﺸﺘﻌﻞ ﻭﻳﺸﺘﺪ ﺃﻭﺍﺭﻫﺎ ﻓَﻴَﻠْﺘَﻬِﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺜﺒﻄﺎﺕ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺭﻳﺢ ﻣﻨﺎﻭﺋﺔ .
ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺪﺣﺖُ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﺍﺭﺓ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﻭﺍﻻﻣﺘﻼﺀ ﺍﻟﺮُّﻭﺣﻲ؛ ﻭﺇﻧﻪ ﻟﺤﻖ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺨﺒﺰ ﻭﺣﺪﻩ ﻳﺤﻴﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ﻓﻜَّﺮﺕ ﻣﻠﻴًّﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺿﻊ ﺇﺭﺍﺩﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺪِّ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺇﺿﺮﺍﺏ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺗﺎﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ . ﺛﻢ ﺇﻧﻨﻲ ﻗﺮﺭﺕ ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ .
ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻬﺮ ﻭﺣﺪﺗﻲ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻌﻨﺎ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻛﻨَّﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃُﺣﺠِّﻢ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺑﻠﺠﺎﻡ ﺍﻟﺮﻭﺡ .
ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻭﺣﺪﻱ؛ ﻓﺎﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺼﺤﺐ ﺍﺳﻤﻲ ﻭﻣﺤﻨﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮٍ ﻳﻮﻣﻲ ، ﺑﻞ ﺑﺜَّﺖ ﻭﻧﺸﺮﺕ ﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻸ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ : " ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺳﺮﺍﺡ ﺳﺎﻣﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ." ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻱ ﻳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺷﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﻀﻮﺭًﺍ ﻭﺷﻬﺮﺓ ﺍﺳﻤﻲ ﺣﺘﻰ ﻣﻸ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺷﻐﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻳﻮﻡ ﺇﻃﻼﻗﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﻲ ﻭﺿﺎﺡ ﺧﻨﻔﺮ ، ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ، ﻗﻄﻊ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻋﻤﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﻝ ﻃﺎﺋﺮﺗﻲ ﻭﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﻦ .
ﺣﻘًّﺎ ﺇﻧﻨﻲ ﻣﻤﺘﻦٌّ ﻭﻓﺨﻮﺭ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﻣﻌﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﻣﺤﻨﺘﻲ ﻛﺎﺑﻨﻬﺎ ، ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؛ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻔﺘﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻗﻀﻴﺘﻲ ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺗﻐﻄﻴﺘﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺿﻐﻂ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺣﺮَّﻛﺖ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﺸﻂ ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ .
ﺛﻢ ﺣﻮﻟﺖ ﺍﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﻠﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﺩ . ﻓﻮﺯﻱ ﺃﻭ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻫﻴﻮﻣﺎﻥ ﺭﺍﻳﺘﺲ ﻭﺗﺶ ﻭﺁﻣﻨﺴﺘﻲ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﺴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﻤَّﺮ ﺩﻭﺭًﺍ ﻛﺒﻴﺮًﺍ ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻓﻴﻪ ﺩ . ﻫﻴﺜﻢ ﻣﻨﺎﻉ ، ﺛﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺴﻮﻳﺴﺮﺍ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﻻﻧﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺩ . ﺭﺷﻴﺪ ﻣﺼﻠﻲ ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﺠﻬﻮﺩ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺩ . ﻋﺎﺩﻝ ﺟﺎﺳﻢ ﺍﻟﺪﻣﺨﻲ ﺭﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻜﻮﻳﺖ ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺍﻷﻧﺴﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻫﻮﺩ ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ ﻭﻋﺎﺻﻢ ﻗﺮﺷﻲ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺳﺠﻨﺎﺀ ﺍﻷﻗﻔﺎﺹ ﺑﻠﻨﺪﻥ .
ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻤﺎ ﺃﺑﺮﺯﻩ ﻣﻦ ﺩﻓﻮﻉ ﻗﺪَّﻣﻬﺎ ﻣﺤﺎﻣﻮﻥ ﻣﻘﺘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺇﻣَّﺎ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺎﻃﻔﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻭﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻘﻀﻴﺘﻲ ﻭﺑﺒﺮﺍﺀﺗﻲ ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘﺸﺪﺕ ﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻧﺎﺷﻄﻮﻥ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﻮﻋﻴﺔ ، ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ، ﻭﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺻﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﻣﻞ ﻭﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ .
ﺛﻢ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺤﺜﻴﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠَّﺒﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺿﻄﻠﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﻓﻲ ﺻﺒﺮ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ .
ﻟﻜﻢ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻲ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻜﻞ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻲ ﻭﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻌﺪﺍﻟﺔ ﻗﻀﻴﺘﻲ ، ﻫﺄﻧﺬﺍ ﺃﺟﻠﺲ ﻭﺣﻴﺪًﺍ ﺃُﺻﻐﻲ ﻟﺼﺪﻯ ﺃﻧﻔﺎﺳﻲ ﻭﻧﺒﺾ ﻗﻠﺒﻲ ... ﻣﻊ ﻛﻞ ﺷﻬﻘﺔ ﻭﻛﻞ ﺯﻓﺮﺓ ، ﻣﻊ ﻛﻞ ﻧﺒﻀﺔ ﻳﻨﺜﺎﻝ ﻣﻨِّﻲ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺟﺪﺍﻭﻝَ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻇﻠَّﺖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺍﻟﻌﻄﻮﻑ ﺍﻟﻮﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮ ، ﻛﺬﻟﻚ ﺷﻜﺮﻱ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻷﻡ ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﺃﺻﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺼﻌﺪﻭﺍ ﺣﻘّﺎ ﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻹﺧﺎﺀ .
ﺇﻧﻨﻲ ﺍﻵﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻴﻪ ، ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺴﺎﻣﺤًﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺻﺤﺒﺔ ﻭﺭﻓﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺐ : ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ .
ﺃﺳﻤﻊ ﻟﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﻭﺃﺫﻛﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻟﻤﻲ ﻭﺷﻘﺎﺋﻲ ﻭﺗﻌﺬﻳﺒﻲ ﻣﻦ ﻗِﺒﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﻗﺴﺎﺓ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ، ﻗﺴﺎﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ . ﻟﻘﺪ ﺳﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨِّﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ، ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻭﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺫﻧﺐ ﺟﻨﻴﺘُﻪ . ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻫﺰﻣﺘﻬﻢ ﺑﻔﻀﻞ ﻋﺰﻳﻤﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦَّ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻲَّ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻠﻴﻼﺕ ﻭﻃﺎﻋﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺍﺕ ، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻬﻤﻨﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤُّﻞ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻷﺫﻯ ﻃﻮﺍﻝ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﺿﺮﺍﺑﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ !
ﻭﻏﺮَّﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﻋﻨﺪ ﻧﺎﻓﺬﺗﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ : ﺃﻧﺎ ﻫﻬﻨﺎ . ﻭﻫﺒَّﺖ ﻧﺴﻤﺔ ﺭﺍﺋﻘﺔ ﻣﻦ ﻧﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺩﻑﺀ ﻣﻮﺟﻪ ﺍﻟﺸﻔﻴﻒ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ، ﺳﺄﺣﻜﻲ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻏﺼَّﺖ ﺑﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﻭﺁﻻﻡ ﻭﺻﻤﻮﺩ ﻃﻮﻳﻞ

المصدر : مراسلون

القسم: