ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﺻﻼﺣﻲ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺳﺠﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﺳﻴﺊ ﺍﻟﺼﻴﺖ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻣﻀﻰ ﺯﻫﺮﺓ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﻭﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ .
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺳﻬﻼ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ ﻋﺎﻧﻰ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻟﻤﺪﺓ 15 ﻋﺎﻣﺎ ، ﺍﻟﺒﺪﺀ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﻓﺈﻥ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﻭﺑﻔﻀﻞ ﻋﺰﻳﻤﺘﻪ ﻭﺣﺒﻪ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺭﺳﻢ ﻣﺴﺎﺭ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺃﻱ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ .
ﻓﻤﻨﺬ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻪ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ، ﻗﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﻭﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻹﻟﻘﺎﺀ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺑﺎﻟﺼﻮﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ . ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺐ ﻭﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺃﺣﺪﺍﺛﻪ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ، ﻭﻳﺘﺎﺑﻊ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺪﻩ ﻫﻮﻟﻴﻮﻭﺩ ﻋﻨﻪ .
ﻭﻳُﻌﺪ ﻭﻟﺪ ﺻﻼﺣﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻌﺘﻘﻠﻲ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ، ﻓﻘﺪ ﺍﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺠﻤﺎﺕ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺭﺩﺗﻪ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻒ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ، ﻭﺍﻋﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﺯﻧﺎﺯﻳﻦ ﺳﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺃﺧﻄﺮ ﺳﺠﻨﺎﺀ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﺍﻟـ 14 ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺭﻣﺰﻱ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺒﺔ .
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺳﺠﻨﺎﺀ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻭﻫﻮ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ، ﻭﺧﺎﺽ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﺣﺮﺑﺎ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﺪﺓ 5 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻛﺘﺎﺏ “ ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ” ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻘﻖ ﻣﺒﻴﻌﺎﺕ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﺑﻠﻐﺔ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﺠﺎﻧﻴﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﻘﺮﺍﺀﺗﻬﺎ .
ﻭﻟﺪ ﺻﻼﺣﻲ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﻳﺘﻢ ﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻌﺘﻘﻠﻲ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻠﻤﺘﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺑﻼﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻴﻦ . ﻭُﻟِﺪ ﻓﻲ 21 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1970 ﺟﻨﻮﺏ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺗﻔﻮﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﺎﻡ 1988 ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻭﺩﺭﺱ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ “ ﺩﻭﻳﺴﺒﻮﺭﻍ .” ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﺳﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ، ﺣﻴﺚ ﺗﺪﺭﺏ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﺛﺮﻩ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﻭﻋﺔ ﻟﻘﺘﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ؛ ﻟﻜﻨﻪ ﻏﺎﺩﺭ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﺃﻳﺔ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ، ﻭﻗﻄﻊ ﻛﻞ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ ﻭﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ .
ﻭﻋﺎﺩ ﻭﻟﺪ ﺻﻼﺣﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ؛ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻪ ، ﻓﻬﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﺪﺍ ، ﺣﻴﺚ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻭﻋﻤﻞ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻟﻴﻪ ﺇﻣﺎﻣﺔ “ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ” ﻓﻲ ﻣﻮﻧﺘﺮﻳﺎﻝ . ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ، ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﻩ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻪ ﺇﺛﺮ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻬﺠﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻋﺎﻡ 2000 ﻭﻋُﺮﻑ ﺇﻋﻼﻣﻴﺎ ﺑـ ” ﻣﺨﻄﻂ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ؛” ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻜﻨﺪﻳﺔ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺳﺮﺍﺣﻪ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﺒﻴﻦ ﺻﻠﺘﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ ، ﻓﻌﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻘﻠﺘﻪ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺷﻬﺮ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻪ ﺑﺸﺄﻥ “ ﻋﺰﻣﻪ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ،” ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺳﺮﺍﺣﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺃﻱ ﺗﻬﻤﺔ ﺇﻟﻴﻪ .
ﻋﻤﻞ ﻭﻟﺪ ﺻﻼﺣﻲ ﻣﻬﻨﺪﺱ ﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺑﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﺮﻳﻞ 2000 ﺇﻟﻰ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ،2001 ﻭﺍﻋﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﻟﻼﺷﺘﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺰﻋﻴﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ . ﻭﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ، ﺗﻢ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻪ ﻟﻴﻌﺎﺩ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺗﻢ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻦ ﺳﺠﻨﺎﺀ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻘﻠﺘﻪ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻭﺳﻠﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ .
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺺّ ﺑﻪ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﺻﻼﺣﻲ ﻗﺮﺍﺀ ﻫﺴﺒﺮﻳﺲ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻌﺘﻘﻠﻲ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ، ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﻟﺪ ﺻﻼﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺃﺣﺪﺙ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ :
ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺣﻠﺘﻚ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺇﻟﻰ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﺎﻷﺭﺩﻥ ﻭﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ؟
ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺣﻠﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺑﺎﺕ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﻝ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺗﻢ ﺗﺮﺣﻴﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺩﻥ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻣﻀﻴﺖ 7 ﺃﺷﻬﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻮﻥ ﺑﺎﻷﺭﺩﻥ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻲ ﺑﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻪ ﻻﺣﻘﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺭﺃﻱ ﺁﺧﺮ ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎﻝ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﺄﺻﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻲ … ﻓﻨﻘﻠﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ “ ﺑﺎﻏﺮﺍﻡ ” ﺑﺄﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻳﻮﻧﻴﻮ ،2002 ﻓﺂﻧﺬﺍﻙ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﻭﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺗﻤﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺳﺠﻨﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺩﻟﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻢ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺟﻤﻊ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺛﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﺮﺣﻴﻠﻨﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ .
ﻭﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺻﻌﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻰ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻲ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻨﺤﻰ ﺁﺧﺮ ، ﻭﺃﻣﻀﻴﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻘﻴﺪ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﻭﻣﻐﻤﺾ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻭﻭﺿﻌﻮﺍ ﺳﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻷﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﻧﻲ ﻭﻏﻄﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ .. ﻭﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻮﻥ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎﺗﻬﻢ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺑﺎﻏﺮﺍﻡ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻣﻀﻴﺖ 5 ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ .. ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺻﺮ ﻓﻲ ﺇﺟﺎﺑﺎﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻲ ﺑﺮﻱﺀ ، ﻭﻟﻢ ﺃﺳﺎﻋﺪ ﻭﺃﺣﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻫﺠﻤﺎﺕ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ .. ﻟﻜﻦ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳُﻘﻨﻌﻬﻢ ، ﻓﺘﻢ ﺗﺮﺣﻴﻠﻲ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ، ﻷﺻﺒﺢ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ “ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ﺭﻗﻢ .”7200
ﻣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﻧﺎﺯﻳﻦ ﺍﻻﻧﻔﺮﺍﺩﻳﺔ؟
ﻭﺻﻠﺖ ﺃﻏﺴﻄﺲ ،2002 ﺣﻴﺚ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻭﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﺘﻮﺍﺻﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ .
ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ، ﻧﻘﻠﻮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺯﻧﺰﺍﻧﺎﺕ ﻣﺴﻴﺠﺔ ، ﺣﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﻣﻌﺮﺿﻴﻦ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ، ﻭﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ .. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ؛ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻻﺣﻘﺎ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﺍﺳﺘﻨﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﺧﺎﻃﺌﺔ ، ﻭﺻﻨﻔﻮﻧﻲ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﻄﺮﻳﻦ ، ﻓﺎﻋﺘﻘﻠﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﻭﻱ “ ﺻﻔﻮﺓ ” ﻣﻌﺘﻘﻠﻲ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﻭﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻷﺷﺪ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻳﻊ ﻭﺍﻹﻫﺎﻧﺎﺕ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺇﻧﻚ ﻗﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻚ “ ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﺍﻏﻮﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ” ﺃﻛﺒﺮ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﺳﺠﻨﺎﺀ ﺍﻏﻮﻧﺎﺗﺎﻧﺎﻣﻮ ، ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺻﻔﻚ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻱ . ﻛﻴﻒ ﻋﺸﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ؟
ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﻭﺣﺸﻲ ﻭﺿﺮﺏ ﻣﺒﺮﺡ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﻳﺼﻌﺐ ﻭﺻﻔﻪ ﻓﻲ ﺳﻄﻮﺭ … ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻻ ﻳﻌﻄﻲ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ ..
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ، ﻟﻘﺪ ﻋﺎﻧﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ، ﻭﺧﻀﻌﺖ ﻟﻜﻞ ﺻﻨﻮﻓﻪ ﻭﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﺒﺘﻜﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﺍﻟﺠﻨﺴﻲ ﻭﺇﺧﻀﺎﻉ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ﻷﻭﺿﺎﻉ ﻣﺠﻬﺪﺓ ، ﻭﺗﻬﺪﻳﺪﻩ ﺑﺘﺼﻔﻴﺔ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ .
ﻛﻴﻒ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ؟
ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻓﻲ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻮﻥ ، ﻓﻤﻦ 2003 ﺇﻟﻰ 2005 ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﺘﻪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﻘﺘﻞ ﺃﻣﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻋﻠﻲّ ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ، ﻭﺍﻹﻳﻬﺎﻡ ﺑﺎﻹﻏﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻭﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺗﻌﺎﻗﺐ ﻓﺮﻕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﺎ … ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻘﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ .
ﻫﻞ ﺗﺤﺴﻨﺖ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ؟
ﻧﻌﻢ ، ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻳﺘﻘﻠﺺ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ﻭﺗﺮﻛﻮﻧﻲ ﺃﻧﺎﻡ ﻭﻣﻨﺤﻮﻧﻲ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﺸﺮﺏ … ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ،2010 ﺣﻴﻦ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻌﺪﻡ ﺇﻳﺬﺍﺋﻲ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎﺗﻬﻢ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺎﺗﻒ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ؟
ﻧﻌﻢ ، ﺣﺪﺙ ﺍﻟﺘﺒﺎﺱ ﺣﻴﻦ ﺗﻠﻘﻴﺖ ﺍﺗﺼﺎﻻ ﻋﺎﻡ 1999 ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ( ﻣﻔﺘﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺄﺑﻲ ﺣﻔﺺ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ) ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺎﺗﻔﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻷﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ؛ ﻟﻜﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﺃﻣﻮﺭ ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﺑﻴﻨﻨﺎ … ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺎﺩﺛﻨﻲ ﻫﻮ ﺑﻦ ﻻﺩﻥ ﺷﺨﺼﻴﺎ ، ﻓﺎﺗﻬﻤﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ “ ﻣﺨﻄﻂ ﺍﻷﻟﻔﻴﺔ ” ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺠﻴﺮﺍﺕ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ، ﻭﺍﺗﻬﻤﻮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻨﻔﺬﻳﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﻣﻨﺢ ﻟﻠﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﻓﺮﺻﺔ ﻻﺗﻬﺎﻣﻚ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻫﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ؟
ﺻﺤﻴﺢ؛ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺷﻜﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﻠﻤﺤﻘﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻠﻔﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﻇﻞ ﻳﻨﻜﺮ ﻭﻳﻨﻜﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻬﻢ ، ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ؛ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺳﺘﻴﻮﺍﺭﺕ ﻛﺎﻭﺗﺶ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺄﻣﺮﻳﻜﺎ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ .
ﻛﻴﻒ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ؟ ﻭﻣﻦ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻚ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ؟ ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻚ ﺑﺨﺎﻟﺪ ﺷﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺭﻣﺰﻱ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺒﺔ؟
ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺟﻴﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻠﺘﻘﻲ ، ﻭﺁﺧﺮ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺪﺭﺑﻲ ، ﻟﻢ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ؛ ﻟﻜﻦ ﻓﻘﻂ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ ، ﻭﺩﻋﺘﻪ ﻭﺗﺴﺎﻣﺤﻨﺎ ﻭﺗﻤﻨﻴﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ، ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ . ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺷﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺭﻣﺰﻱ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺒﺔ ﻓﻠﻢ ﺃﻟﺘﻖ ﺑﻬﻤﺎ .
ﺃﻟﻢ ﺗﺠﻤﻌﻚ ﺑﻬﻤﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ، ﺭﺑﻤﺎ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﻭ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ؟
ﻻ ﻻ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻌﺰﻭﻟﻮﻥ ، ﻫﻨﺎﻙ 14 ﺳﺠﻴﻨﺎ ﻣﻌﺰﻭﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﻣﺤﺎﻣﻴﻬﻢ ،، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻮﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺃﻏﻄﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺣﺪ ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ .
ﻣﺘﻰ ﻣﻨﺤﻮﻙ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ؟ ﻭﻫﻞ ﻋﺎﻳﻨﺖ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺗﺪﻧﻴﺴﻪ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﻢ ﻣﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻼﺓ؟
ﻣﻨﺬ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﺭﻓﻀﺖ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻷﻧﻲ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻴﻪ … ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻔﻈﻪ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺭﺩﺩﻩ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﺎﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ﻭﺯﻋﻮﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ .. ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ 2003 ﻧﺰﻋﻮﺍ ﻣﻨﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻭﻃﺮﺩﻭﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺑﺤﻤﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ .2005
ﻟﻢ ﺃﻋﺎﻳﻦ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺗﺪﻧﻴﺴﻪ؛ ﻟﻜﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﻴﻦ ﺃﺧﺒﺮﻭﻧﻲ ﺑﺬﻟﻚ .. ﻣﺎ ﻷﻋﺮﻓﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺣﻴﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﻭﻳﺠﺪﻭﻧﻨﻲ ﻷﺻﻠﻲ ﻳﻨﺰﻋﻮﻥ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﻳﻬﻴﻨﻮﻧﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﻗﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺑﻲ ،، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺃﺻﻠﻲ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻣﻨﻌﺎ ﻹﻫﺎﻧﺘﻬﻢ ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻘﻂ ﺃﻗﺪﺭﻫﺎ ﻭﺃﺻﻠﻲ .. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ، ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺤﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ .
ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻜﻢ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ؟ ﻭﻛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ؟ ﻭﻛﻢ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺗﻘﻴﻴﺪﻛﻢ ﺑﺎﻟﺴﻼﺳﻞ؟
ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ، ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺰﻫﺔ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻭﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻮﻗﻔﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﻳﺨﺮﺟﻮﻧﻪ ﻣﺮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺑﻌﺾ ﺗﻮﺍﺯﻧﻪ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻮﺍﻋﺪ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﻣﺤﺪﺩﺓ ﻟﻠﻨﺰﻫﺔ .. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﺑﺎﻟﺴﻼﺳﻞ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﻭﻗﺖ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﻷﻱ ﻏﺮﺽ ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ 2005 ﺛﻢ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﻨﺔ .2014
ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺣﺮﺍﺳﻚ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺃﺳﺮﺓ ﻟﻚ ، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻛﺘﺐ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻚ ، ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻜﻢ؟
ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ، ﺫﻛﻮﺭﺍ ﻭﺇﻧﺎﺛﺎ ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻌﺎﻃﻔﻮﻥ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺿﺪ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺑﻼﺩﻫﻢ؛ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺷﻬﺪ ﻟﺼﺎﻟﺤﻲ ﻓﻲ ﻣﻠﻒ ﻃﻠﺐ ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻲ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﻬﻢ ﺟﻴﺪﺓ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﻭﺗﻌﻠﻤﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻄﺎﻳﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺪﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ، ﻫﻞ ﻫﺎﺗﻔﻚ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻌﺘﺬﺭﺍ؟
ﻻ ، ﻟﻢ ﻳﺘﺼﻞ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ، ﻭﻟﻢ ﺃﺳﻤﻊ ﻋﻦ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﻫﻢ ﻋﻤﺎ ﻭﻗﻊ .
ﻣﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻪ ﺗﻢ ﺣﻘﻨﻜﻢ ﺑﺤﻘﻦ ﺧﺎﺻﺔ؟
ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺮﺿﻰ ﻭﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻋﺐ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ، ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﺸﻮﺵ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ، ﺃﻣﺮﺍﺿﻬﻢ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻛﻀﻌﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻮﻫﻦ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ .. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻘﻦ ﻓﻮﺍﺭﺩﺓ؛ ﻷﻧﻨﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﻤﺮﺽ ، ﻭﻧﻌﺎﻟﺞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ .
ﻣﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻌﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟
ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ، ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻋﺪﻡ ﻣﻨﺤﻲ ﺃﻭﺭﺍﻗﻲ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ .
ﻗﻠﺼﺖ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻛﺘﺎﺑﻚ “ ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻏﻮﺍﻧﺘﺎﻧﺎﻣﻮ ” ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭﺗﻪ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺗﺼﺪﺭ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﺒﻴﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ، ﻫﻞ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻧﺴﺨﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ؟
ﻧﻌﻢ ، ﺳﺄﺻﺪﺭﻫﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﺟﺪﺍ؛ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺟﺎﻫﺰﺓ . ﻛﻤﺎ ﺳﺄﺻﺪﺭ ﻛﺘﺒﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺮﻳﺒﺎ .
ﻫﺴﺒﺮﻳﺲ