دبلوماسية " وانطير"/ إميلي منت الغوث

أحد, 06/11/2017 - 15:31

ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺆﻟﻔﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﺪ ، ﻭ ﻳﺬﻛﺮ ﺳﻮﺍﺩﻫﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺃﻥ ﻣﺮﺩ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﻼﻗﻪ . ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﻩ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭ ﻣﻮﺍﺿﻌﺎﺕ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﺚ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﺧﻠﻘﺎ ﻭﻟﺴﺎﻧﺎ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ . ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺎﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻤﻊ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﺘﺼﺪﺭﻳﻪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺑﺎﻋﺔ ﻭﻫﻢ ﻭ ﻣﺴﻮﻗﻲ ﺯﻭﺭ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻮﻥ “ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ” ﻓﻬﻢ ﺳﻤﺎﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ، ﻻ ﻋﻬﺪ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﺫﻣﺔ .
ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻋﺎﻡ 2012 ﺍﺭﺗﺪﻯ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ، ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻟﻠﻌﻘﻴﺪ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ، ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺛﻮﺑﻪ ﺍﻟﻘﺸﻴﺐ ﻣﺤﻀﺮﺍ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺯﻫﻮ ﻛﻲ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻬﻤﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ .. ﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺐ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﺃﻓﻜﺎﺭﺍ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺷﻜﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎﺩﺓ ﻭﻃﻴﺐ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ . ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﻭﺃﻫﻠﻪ ، ﻭﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺮ ﺑﺄﻥ ﻣﻦ ﻳﻄﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺍﻣﺒﺮﺍﻳﺮ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻊ ﻫﻮ ﺿﺎﺑﻂ ﻟﻴﺒﻲ ﺳﺎﺑﻖ ﺑﺎﺩﺭ ﺑﻨﻬﺮ ﻭﺳﺐ ﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻲ . ﺃﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺃﻭﻝ ﺣﺎﺩﺛﺔ؟ ! ﺃﻭﻝ ﺑﻴﻌﺔ؟ ﻻ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺗﻔﻨﻦ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﺑﻴﻌﺘﻴﻦ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺳﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ - ﻳﻮﻡ ﺑﺎﻉ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺑﺎﻉ ﺟﻮﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﺪﻳﺒﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ، ﺗﻔﻨﻦ ﻣﻨﺬ ﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺳﻤﺴﺮﺓ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻬﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻷﻧﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺛﺮﻭﺓ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﻤﻨﺖ .
ﻛﺒﺮﺕ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻭﻟﺪ ﺩﺍﺩﺍﻩ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺴﺘﺄﺫﻧﺎ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻭﻣﺒﺸﺮﺍ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﺩﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺗﻘﺘﺘﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻣﻦ “ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ،” ﺑﺸﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻟﻠﺘﻮ ﺃﻥ ﺃﻣﻄﺎﺭﺍ ﺃﻏﺎﺛﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺟﺪﺏ ، ﻟﺬﺍ ﺗﺘﻨﺎﺯﻝ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻋﻦ ﺣﺼﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻟﻸﺧﻮﺓ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻭﻟﻢ ﺗﺴﻘﻂ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺎﻋﻪ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ ﻧﺨﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﻋﺠُﺰ ﺗﺴﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .
ﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺩﻭﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ، ﻓﻠﻮ ﺃﻧﻪ ﻓﻜﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻮﺟﺪ ﺃﻥ ﺟﺎﻟﻴﺔ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻪ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻐﻲ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺒﻐﻲ ! ﻭﻟﻮ ﻓﻜﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻮﺟﺪ ﺃﻥ ﻗﻄﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﺨﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ ، ﻭﺑﻨﻜﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻣﺎ ﻳﻘﺼﺮﻭﻥ .
ﻛﺘﺐ ﺻﺤﻔﻲ ﺷﺎﺏ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻀﻐﻪ ﺑﻌﺴﺮ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﺣﺔ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻋﻦ ﻏﺰﺓ ، ﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ﺻﻌﺒﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﺃﻓﺼﺢ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻠﻮﻩ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺷﺮﺏ ﺛﻤﻨﻪ ﺳﺎﺋﻐﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺬ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺟﺮﻣﻪ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻄﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻨﺎ : ﻣﻊ ﻣﻦ ﺃﺻﻠﺢ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ؟ ﺃﻳﻦ ﺭﺍﻋﻰ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺒﻠﺪ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﺣﻦ ﻟﺤﺎﻝ ﺟﺎﻟﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺮﻡ ﻭﻓﺎﺩﺗﻬﺎ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺃﺳﻬﻞ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺎﺕ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻤﺴﺎﺭ ﺇﺗﺎﻭﺍﺕ ﻓﻮﻕ ﻣﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻸﺳﻒ ﺟﺎﻟﻴﺎﺕ ﻓﻘﻴﺮﺓ ، ﻭﻫﻮ ﺗﺎﺟﺮ ﻣﺤﺐ ﻟﻠﻤﺎﻝ

القسم: