في ضيافة المغول / المصطفى ولد الب

سبت, 06/24/2017 - 09:42

ﺣﻄّﺖ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﺭ " ﺣﺒﻴﺲ " ﻭ ﻣﻌﺰﻭﻝ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ، ﻣﻄﺎﺭ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﻨﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ . ﻭ ﺳﻌﻴﻬﻢ ﺍﻟﺪﺀﻭﺏ ﻟﻼﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻬﺎ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻭ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ . ﺭﻛﺒﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﻭ ﺍﺗﺠﻬﻨﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻧﺠﺎﺡ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺘﺼﺤﺮ، ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺘﺼﺤﺮ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻭ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ
ﻋﺒﺮ ﻧﺸﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 154 ﻟﻮﺣﺎ ﺷﻤﺴﻴﺎ ﺿﺨﻤﺎ ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺌﺎﺕ ﻃﻮﺍﺣﻴﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ .
ﺳﺄﻟﺖُ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ ﺑﻌﺪ ﻭﺻﻮﻟﻨﺎ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﺤّﺺ ﺍﻟﻜُﺘﻴّﺐ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺮ ﺷﺮﻛﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﻓﻚ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻐﻮﻟﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ . ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻓﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻳﺴﻴﻄﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺗﻘﺪﺭ ﺏ 33 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1279 ﻭ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺳﻮﺭﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭ ﻣﻦ ﺟﺒﺮﻭﺗﻬﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺗﻌﺒﻴﺪ ﻃﺮﻳﻖ ﻭ ﺯﺭﻉ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﻣﻜﺮﻣﺔ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺜﻤﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ، ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺗﻨﻤﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺪﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻﻧﺘﺸﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭ ﺩﻋﻤﺖ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻣﻜﻨﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﻤﻨﺘﺠﺎﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ .
ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﻥ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﻭ ﻻ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﻱ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺣﺘﻰ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒّﺮ ﻋﻨﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺤﻒ ﺍﻟﻤﻨﻐﻮﻟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﻌﺪﻳﻢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﻭ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺗﺸﻴﻴﺪﻩ ﺑﻼ ﻗﻴﻤﺔ ﻭ ﺃﺿﺎﻑ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺳﻌﻲ ﻷﺟﺪﺍﺩﻩ .
ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻨﻐﻮﻟﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻤﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺿﺞ ﻭ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﺭﻣﺰﺍ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎ ﻭ ﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺼﺪﺭﺍ ﻟﻠﻔﺨﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ، ﺻﻮﺭ ﺍﻷﺣﺼﻨﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭ ﺗﻌﻠﻮﺍ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ ﺑﻜﺮﻡ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺀﻭﻫﺎ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﺗﺮﺣﻴﺒﺎ ﻋﻨﺪ ﺩﺧﻮﻟﻨﺎ ﺃﻭﻝ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ . ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﺗﺠﻬﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﺭﺩﻭﺱ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺭﺟﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺒﺮﺍﺕ ﺻﻮﺕ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻋﻤﺪﺓ ﺍﻹﻧﺎﺭﺓ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﺟﻨﻜﻴﺰﺧﺎﻥ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺭﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﺮﺑﻲ ﻭ ﻳﺸﻴﺮ ﻟﻬﻢ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻣﺎﻡ، ﺍﻟﺘﻤﺜﺎﻝ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪﻳﻦ ﻳﺮﻣﺰ ﻟﺤﺮﺹ ﺟﻨﻜﻴﺰﺧﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﻋﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﻮﻥ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﻣﻤﺮﺍ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻼﻗﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺁﻧﺬﺍﻙ .
ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﺗﺠﻬﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻧﺘﺠﺖ ﻋﻨﻪ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺳﻬﻮﻝ ﺧﺼﺒﺔ ﻭ ﺧﻀﺮﺍﺀ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﺗﻨﺘﺼﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﻴﺎﻡ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﻟﻼﺳﺘﺮﺍﺣﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﺑﺮﻋﺎﺓ ﺍﻟﺴﻬﻮﻝ ﻭ ﻋﺸﺎﻕ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ .
ﻳُﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﻛﺒﻄﻞ ﻗﻮﻣﻲ ﻭ ﺭﺟﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺒﻘﺮﻱ ﻭ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻐﻮﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻓﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺗﺤﺖ ﺭﺍﻳﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ . ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻐﻮﻟﻴﻴﻦ " ﻻ ﺟﺪﺍﻝ ﺣﻮﻝ ﻛﻮﻥ ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ ﺑﻄﻼ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻭ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺘﺒﺮﻩ ﺇﻟﻬﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﺪ ﻟﻪ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻮﻻ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻏﺰﻭﺍﺗﻪ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﻮﻝ ﻓﺎﻗﺖ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ "
ﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ " ﻫﻮﻻﻛﻮ " ﺣﻔﻴﺪ ﺟﻨﻜﻴﺰﺧﺎﻥ، ﻓﻘﺪ ﺗﺄﻛﺪﺕُ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻋﻲ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻋﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ " ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺎﻫﺮ " ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺧﻴﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻣﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ " ﺭﻭﺡ " ﺟﺪﻩ ﻭ ﺗﺮﺩﻳﺪ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎ . ﻫﻮﻻﻛﻮ ﻓﻲ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻭ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺣﻤﻼﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻕ ﻭ ﻏﺮﺏ ﺁﺳﻴﺎ ﻭ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﺻﻄﺪﻡ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫُﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .
ﻳُﻼﺣﻆ ﺍﻟﻤﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﻭ ﻣﻘﺎﻃﻌﺎﺗﻬﺎ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺴﺤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻐﻮﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ ﺑﺒﺸﺮﺓ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻓﺎﺗﺤﺔ ﻭ ﻋﻴﻮﻥ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭ ﺑﻨﻴﺎﺕ ﺟﺴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ . ﻭ ﻳﻼﺣﻆ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻨﻐﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖُ ﻭ ﺩﻗﻘﺖُ ﻟﻤﺎ ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻣﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻧﺴﻴﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﻳﻨﻄﻘﻮﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻨﻄﻘﻬﺎ ﺑﻬﺎ .
ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻨﻐﻮﻟﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻘُﺒﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭ ﻻ ﻳﺸﻴﺮﻭﻥ ﺑﺎﻷﺻﺒﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﺾ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﻟﻪ ﻛﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻭ ﻻ ﻳﺴﻤﺤﻮﻥ ﻟﻠﻐﺮﺑﺎﺀ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻭ ﻳﻐﻀﺒﻮﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮﻫﻢ ﺑﺎﻃﻦ ﻗﺪﻣﻚ ﻭ ﻳﺘﺸﺎﺀﻣﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻄﺎﺀ ﺍﻟﺤﺼﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ .
ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻨﻘﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﺮﻧﺔ ﻭ ﺷﻌﺐ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻋﺘﺰﺍﺯﺍ ﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺎ ﺑﺘﺎﺭﻳﺨﻪ ﻭ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻭ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻣﺪﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺳﻄّﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﺃﻣﺠﺎﺩﺍ ﻭ ﺑﻄﻮﻻﺕ .

القسم: