ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻔﻄﻮﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺱﻻﻣﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ، ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻛﺒﺮﻣﻮﻟﺪ ﻟﻠﻔﺮﺡ، ﺇﺫﺍﺧﺎﻟﻄﺖ ﺑﺸﺎﺷﺘﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺣﻮﻟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺭﻳﺎﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ،ﺑﻞ ﻟﻪ ﺣﻼﻭﺓ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻷﻟﻢ ﺇﻟﻲ ﺃﻣﻞ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺡ ﺇﻟﻲ ﻓﺮﺡ، ﻭﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺇﻟﻲ ﻣﻨﺤﺔ، ﺣﻴﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ،ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺀ ،ﺗﻮﺟﺐ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻘﻀﺎﺋﻪ، ﻭﺇﻳﺜﺎﺭ ﻣﺎﺭﺗﺐ ﻣﻦ ﻣﻮﻓﻮﺯ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ، ﻋﻠﻲ ﻣﺎﻳﻔﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻈﻮﻅ ﺑﺎﻟﺒﻼﺀ،
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺪﺭﻙ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻓﻔﺮﺣﻪ ﻓﺮﺡ ﻧﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻪ، ﻣﻨﺸﺮﺡ ﺑﻪ ﺻﺪﺭﻩ، ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ، ﻗﺮﻳﺮﺓ ﺑﻪ ﻋﻴﻨﻪ
ﺑﻴﻨﻤﺎﻓﺮﺡ ﻏﺒﺮﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﺴﺘﺠﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻟﺘﻄﻠﻲ ﺑﻪ ﻭﺣﺸﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ،ﻭﺃﻟﻢ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ،ﻓﻼ ﻗﺮﺍﺭﻟﻪ ﻭﻻﺭﺳﻮﺥ ،ﻓﻬﻮﺃﺷﺒﻪ ﻣﺎﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﻬﺪﺋﺎﺕ ﺍﻵﻻﻡ ، ﻭﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﺰﻭﺭ،
ﻭﻗﺪ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻔﺮﺡ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻪ ،ﻭﺭﺑﻂ ﺫﺍﻟﻚ ﺑﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﺿﺒﻄﻪ ﺿﻮﺍﺑﻄﻪ، ﻟﺘﺘﺤﻘﻖ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﺍﻹﺱﻻﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ،
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﺑﺴﺎﺋﺮ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﺫﺍﻟﻚ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺄﻣﻮﺭﺑﻪ ﺷﺮﻋﺎ،
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻨﻌﻢ ،ﻭﻳﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﺮﺣﻪ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺫﺍﻟﻚ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ،ﻓﺎﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺮﺏ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭﺍﻹﺳﺘﺒﺸﺎﺭ ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻱ ،
ﻭ ﻗﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺗﺒﺸﻴﺮﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺸﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺳﻤﺎﻩ ﺑﺸﻴﺮﺍ
ﻟﺬﺍﻟﻚ ﻳﻔﺮﺡ ﺍﻟﺼﺎﺋﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ،ﻭﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ،
ﻭﻳﺸﻌﺮﺑﻨﺸﻮﺓ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻹﻧﺤﺎﺯ، ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻬﺪﻑ، ﻭﻳﻔﺮﺡ ﺑﺄﻣﻞ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻠﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻟﻪ ﺟﻞ ﺝﻻﻟﻪ، ﻭﻣﻮﺍﻓﺎﺓ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺣﻠﻮﻝ ﻗﻄﻒ ﺛﻤﺎﺭﻩ ، ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ ﻓﺮﺣﺘﺎﻥ ﻓﺮﺣﺔ ﻋﻨﺪ ﻓﻄﺮﻩ ﻭﻓﺮﺣﺔ ﻋﻨﺪ ﻟﻘﺎﺀﺭﺑﻪ
ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻻﻳﻘﺎﺭﻥ ﺑﺄﻱ ﻓﺮﺡ ﻓﻬﻮ ﻓﺮﺡ ﺑﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻭﺭﺿﺎﻩ ﻭﺟﺰﺍﺋﻪ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍﺃﺷﺪﺣﺒﺎﻟﻠﻪ
ﻭ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺑﺎﻟﺘﺠﻤﻞ ﻭﺍﻟﻠﻬﻮﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻳﺴﺮﻩ ﻭﻓﺴﺤﺘﻪ ﺣﺘﻲ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎﻓﺴﺤﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻟﻜﻨﻪ ﻓﺮﺡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻬﺞ ﻣﻌﻪ ﺑﺘﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﺴﺘﺸﻌﺮﺍﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻓﺮﺡ ﻗﻞ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻓﺒﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﻔﺮﺣﻮﺍﻫﻮﺧﻴﺮﻣﻤﺎﻳﺠﻤﻌﻮﻥ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﺑﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻱ ﺍﻹﺱﻻﻡ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﺃﻱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻘﺮﻭﻧﺎﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻠﺐ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﻭﺷﺮﻉ ﺍﻹﺣﺘﻔﺎﺀ ﺑﻬﺎ
ﻭﻟﺬﺍﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭﺍﻹﺱﻻﻡ ﺑﻮﻡ ﺍﻟﻔﺮﺡ )) ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻻﺇﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ (( ﺗﻜﺒﻴﺮ ﻭﺗﻬﻠﻴﻞ ﻭﺗﺤﻤﻴﺪ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻼﻫﻮﻥ ﺑﻤﺎﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻩ ﻭﺷﻜﺮﻩ
ﻭﻳﺘﺼﺪﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﻌﺪﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺳﺮﻳﻦ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﻻﺗﻜﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻭﻻﺗﻨﻐﺼﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﻗﺔ )) ﺃﻏﻨﻮﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ((
ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺨﻄﺒﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮﻭﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻳﺒﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺾ ﻟﻬﺎﺣﺘﻲ ﻻﻳﺤﻮﻟﻮﺍ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺇﻟﻲ ﻣﺄﺗﻢ ﻭﻋﻠﻲ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺤﻮﺍ ﻟﺬﻭﻳﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ
ﺍﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺫﻥ ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻭﻓﺴﺢ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺎﺑﻌﻪ ﺣﺘﻲ ﻣﻠﺖ ﻭﺻﺪﺕ ﻭﻫﻮﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ )) ﺃﺷﺒﻌﺖ ((
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﺘﻴﻦ ﻭﻁﻻﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻠﻘﻮﺍﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﻓﻴﻴﺴﺮﻭﺍ ﻭﻳﺒﺸﺮﻭﺍ ﻭﻻﻳﻌﺴﺮﻭﺍ ﻭﻳﻨﻔﺮﻭﺍ ﺑﻜﻞ ﻭﺳﻄﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺪﺍﻝ
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺴﻦ ﺇﺱﻻﻣﻨﺎﻭﻳﻜﻤﻞ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻳﻘﻨﻨﺎ .
ﻭﻳﺘﻢ ﻓﺮﺣﻨﺎ ﺑﻨﺼﺮ ﻣﺒﻴﻦ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﻋﺰ ﻣﻨﻴﻊ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ