عمامة ولد عبد العزيز / حنفي ولد الدهاه

ثلاثاء, 06/27/2017 - 01:09

ﻇﻬﺮ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭ ﻗﺪ ﻻﺙ
ﻟﺜﺎﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺍ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻮﺩ ﺛﻘﺎﺏ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ
ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺤﺘﺮﻡ ..
ﻟﻌﻮﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﺏ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﺜﺎﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻌﻞ
ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ ﻓﺘﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻭ ﺍﻟﻴﺎﺑﺲ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ
ﺃﺷﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻏﺪ ﺍﻟﻤﻠﺜﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻓﺄﻫﻠﻚ
ﺍﻟﺤﺮﺙ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﻞ ..
ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ ﻋﺎﺩﺓ ﺑﺪﻭﻳﺔ، ﺃﻟﻔﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻷﺷﺪﺍﺀ،
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻀﺮﺑﻮﻥ ﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺼﺤﺎﺭﻱ ﻻ ﻳﻬﺎﺑﻮﻥ
ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﻬﺎ .. ﺭﺟﺎﻝ ﺑﻠﻴﺖ ﻣﻨﻬﻢ
ﺍﻟﺒﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﺎ، ﺑﺄﻧﻀﺎﺀ ﺃﺳﻔﺎﺭ ﻻ ﻳﻤﻠﻮﻥ
ﺍﻟﺸﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻞ .. ﻻﺛﻮﺍ ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ ﻟﻴﻘﻴﻬﻢ ﺣﺮ ﺍﻟﻈﻬﻴﺮﺓ
ﻭ ﻗﺮ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺟﻤﺎﺩﻯ، ﻭ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﻳﺠﺰّﻭﻥ
ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺀﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ، ﻓﺮﻏﻢ
ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﺍﻷﺻﻢ، ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ
ﻳﻐﻠﺒﻬﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ :
ﻟﻤﺎ ﺣﻮﻭﺍ ﻋﻠﻴﺎﺀ ﻛﻞ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﻏﻠﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ
ﻓﺘﻠﺜﻤﻮﺍ
ﻛﺎﻥ ﺃﺟﻼﻑ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻤﺠﺪﻭﻥ ﺇﺭﺍﻗﺔ
ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ، ﻭ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺻﺎﻓﻴﺔ
ﻭ ﺿﻤﺎﺋﺮ ﺷﻔﺎﻓﺔ .. ﻓﺘﻠﺜﻤﻮﺍ ﺧﺠﻼً ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﻢ ﺃﻥ
ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﺻﺮﺍﻉ ﺃﺑﺪﻱ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻔﻄﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ،
ﻓﻬﻮ ﻟﺜﺎﻡ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺪﺱ ﺍﻟﻨﻌﺎﻣﺔ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ
ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻯ ﺷﺮﺍً ﻗﺎﺩﻣﺎً، ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻣﺎ
ﺩﺍﻣﺖ ﻻ ﺗﺮﺍﻩ .
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺣﻜﻢ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻟﻮﺙ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ
ﻓﻲ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ؟ !
ﺳﻴﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﻴﻖ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻠﻮﻙ ﺑﻬﺎ ﺟﻠﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﺰﻭﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻛﻤﺎ ﻳﻐﺰﻭ ﻗﻠﺒﻪ
ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ، ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ، ﻓﻘﻨﺎﻋﻪ
ﺇﺫﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻃﺒﻴﺔ !.
ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﺄﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﻕ ﺣﺘﻰ
ﺍﻟﻜﺤﻞ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻬﻰ، ﻭ ﺣﻤﻰ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ
ﻭ ﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ، ﻭ ﻗﺎﻳﺾ ﻣﺎﻓﻴﺎﻫﺎﺕ
ﺃﻛﺮﺍ ﺑﻀﺎﺋﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺏ، ﻭ ﺑﺎﻉ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﻧﻘﻴﻦ، ﺧِﺰﻳﺎً ﻻ
ﺣﻴﺎﺀً، ﻓﻼ ﺣﻴﺎﺀ ﻷﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﺍﻷﺭﻋﻦ .
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ
ﺣﻴﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﻓﻲ
ﺃﺳﻮﺍﻗﻬﺎ ﻭ ﺷﻮﺍﺭﻋﻬﺎ : ﺇﺣﺬﺭﻭﺍ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻘﺎﺑﻠﻮﻥ
ﺿﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎﻛﻢ .. ﺇﺣﺬﺭﻭﺍ .. ﻭ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻠﻲّ
ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﺑﺈﺣﻜﺎﻡ .. ﻧﻬﺎﻳﺘﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ
ﺳﺮﻗﺘﻤﻮﻩ .
ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻱ ﻓﻲ
ﺩﻭﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻋﺰﻳﺰ : ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ
ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﺳﺎﺭﻕ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻤﻘّﺪﺩ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺾ، ﻓﻬﻮ
ﻳﺘﻬﻴﺐ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺻﻮّﺭ
ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺣﺒﻴﺐ ﻭﻟﺪ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺧﻮﻑ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻄﺎﺋﻊ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺠﺮ ﻋﺠﻠﺔ ﺳﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻓﻴﺘﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﻮﻥ
ﻳﻤﺰﻗﻮﻧﻪ ﻭ ﻳﺴﺤﻠﻮﻧﻪ .. ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺨﻴّﻠﻪ ﺣﺒﻴﺐ ﻭﻟﺪ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺣﺪﺙ ﻟﻤﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ،
ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺍﻟﻜﻨﺘﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺷﻤﺲ ﻭﻟﺪ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﺎﺯﻏﺔً، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﺭﺑﻲ، ﻫﺬﺍ ﺃﻛﺒﺮ ‏( ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻟﺤِﻖ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺍﻟﻜﻨﺘﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻤﻌﺒﻮﺩﻩ
ﺍﻷﻭﻝ ‏) .
ﻟﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺳُﺤﻴﻢ ﺑﻦ ﻭﺛﻴﻞ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺣﻲ :
ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺟﻼ ﻭ ﻃﻠّﺎﻉ ﺍﻟﺜﻨﺎﻳﺎ ﻣﺘﻰ ﺃﺿﻊ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ
ﺗﻌﺮﻓﻮﻧﻲ
ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻗﻼﻉ ﺛﻨﺎﻳﺎ، ﻭ ﺟﺪّﺍﻉ ﺃﻧﻮﻑ، ﻭ ﺻﻠّﺎﻡ
ﺁﺫﺍﻥ، ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻮﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ، ﺣﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻟﻢ
ﻳﻀﻊ ﻟﺜﺎﻣﻪ، ﻟﺼﺎً ﻻ ﻳﺸﻖ ﻟﻪ ﻏﺒﺎﺭ، ﻭ ﺳﺎﺭﻗﺎً ﻻ ﻳﻤﻞّ
ﺍﻟﻨﻬﺐ ﻭ ﺍﻻﺧﺘﻼﺱ .. ﻭ ﻟﻬﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﻏﺘﻢّ ﻓﺎﻋﺘﻢّ
ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺃﻥ ﺻﺎﺡ ﺑﻪ ﺃﻭﻻﺩ ﻟﺒﻼﺩ ﻓﻲ ﺃﻏﻨﻴﺘﻬﻢ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ : ﺳﺎﺭﻕ … ﺳﺎﺭﻕ .
ﻣﺎ ﻻ ﺃﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻐﻄﻲ
ﺑﻌﻤﺎﻣﺘﻪ ﻣﺎ ﺗﻐﻄﻴﻪ ﻧﻤﻴﺮ ﻭ ﺃﺑﻮ ﺩﻻﻣﺔ ﺑﻌﻤﺎﺋﻤﻬﺎ :
ﺗﻐﻄﻲ ﻧﻤﻴﺮ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﺋﻢ ﻟﺆﻣﻬﺎ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻳﻐﻄّﻲ ﺍﻟﻠﺆﻡ
ﻟﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﺋﻢ

القسم: